
الدار/
يوافق 10 مايو 2025 الذكرى الـ 102 لميلاد الزعيم الوطني لجمهورية أذربيجان، حيدر علييف، الذي يُعد شخصية محورية في التاريخ المعاصر لأذربيجان، حيث لعب دوراً حاسماً في بناء الدولة المستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ولا يزال إرثه السياسي يؤثر بشكل عميق وإيجابي على التوجهات الاستراتيجية للبلاد داخلياً وخارجياً.
ومن بين المحطات البارزة في رئاسته، شكلت زيارته الرسمية إلى مدينة الدار البيضاء عام 1994 نقطة تحول مهمة في إرساء وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان والمملكة المغربية، حيث جاءت هذه الزيارة في إطار سياسة الانفتاح على العالم العربي والإسلامي والأفريقي، بهدف تنويع الشراكات السياسية والاقتصادية للدولة الأذرية الفتية.
وكان اللقاء بين حيدر علييف والملك الحسن الثاني في الدار البيضاء، بمثابة لحظة رمزية عكست وأكدت الاحترام المتبادل والإمكانات الكبيرة للتعاون بين البلدين، هذا وقد كان المغرب من أوائل الدول في شمال إفريقيا التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أذربيجان المستقلة، مما يبرز الأهمية الجيوسياسية التي توليها الرباط لمنطقة القوقاز الجنوبي.
منذ ذلك اللقاء التاريخي، شهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً، من خلال قيم مشتركة مثل احترام السيادة، والتعاون جنوب-جنوب، والحوار بين الثقافات.
ويتعاون كل من جمهورية أذربيجان والمملكة المغربية حالياً، في مجالات متعددة تشمل الدبلوماسية البرلمانية، والتبادل الثقافي، والتعاون الاقتصادي، كما ينعكس تعميق هذه العلاقة بين البلدين، في مشاريع حديثة، لا سيما في مجالات الطاقة، واللوجستيات، والتعليم حيث تشير الزيارات الدبلوماسية المتبادلة، والمنتديات الاقتصادية المشتركة، والتبادل الأكاديمي إلى التزام مشترك ببناء شراكة مستدامة.
ويبقى حيدر علييف في الذاكرة الوطنية الأذربيجانية كرجل دولة صاحب رؤية واضحة، أدرك مبكراً أهمية اتباع سياسة خارجية متوازنة ومتعددة الاتجاهات، حيث كانت زيارته إلى الدار البيضاء أحد أولى الخطوات الملموسة في هذا الاتجاه.
وبمناسبة الذكرى الـ 102 لميلاده، تكرّم أذربيجان مؤسس دولتها الحديثة من خلال مواصلة النهج الذي بدأه: بناء جسور بين الثقافات، وترسيخ السلام الإقليمي، وتعزيز التعاون الدولي.
وتكرم جمهورية أذربيجان مؤسس دولتها الحديثة حيدر علييف بمناسبة الذكرى الـ 102 لميلاده، عبر مواصلة النهج الذي بدأه، والاستمرار في البناء جسور بين الثقافات، وترسيخ السلام الإقليمي، وتعزيز التعاون الدولي.