
الدار/ سارة الوكيلي
كتب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة صفحة ذهبية في تاريخ كرة القدم الوطنية، بتأهله لأول مرة إلى نهائي كأس العالم للشباب، عقب فوزه المثير على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح (5-4)، في اللقاء الذي جمعهما مساء الأربعاء على أرضية ملعب “إلياس فيغيروا براندر” بمدينة فالبارايسو الشيلية.
منذ صافرة البداية، دخل “أشبال الأطلس” المواجهة بعزيمة كبيرة ورغبة واضحة في بلوغ النهائي، حيث فرضوا ضغطا عاليا على الدفاع الفرنسي، بفضل تحركات الثلاثي الهجومي ياسر الزابيري، عثمان معما، وياسين جسيم، إلى جانب المساندة المستمرة من لاعب الوسط حسام الصادق.
وكانت أخطر الفرص مغربية خالصة عبر الزابيري، بعد تمريرة متقنة من جسيم، غير أن الحارس الفرنسي أولميتا أبعدها بصعوبة.
ورغم بعض المرتدات السريعة من الجانب الفرنسي، ظل الدفاع المغربي صلبا بقيادة إسماعيل باعوف وتألق الحارس يانيس بنشاوش، الذي أنقذ مرماه من تسديدة قوية للاعب ميسم بن نعمة.
وفي الدقيقة الـ31، عاد الحكم الأوروغوياني غوستافو تيخيرا إلى تقنية الفيديو “VAR” ليحتسب ركلة جزاء لصالح المنتخب المغربي، إثر تدخل غير مشروع من الفرنسي أندريا لو بورن على باعوف داخل المنطقة.
انبرى الزابيري لتنفيذ الركلة، لكن حارس المرمى ليساندرو أولميتا تصدى لها قبل أن ترتد الكرة من يده إلى الشباك، مانحا التقدم للمنتخب الوطني المغربي بهدف عكسي.
الشوط الثاني شهد ضغطا فرنسيا مكثفا توج بهدف التعادل عبر لوكاس ميشال في الدقيقة 59، بعد تمريرة محكمة من البديل مصطفى دابو.
وتلقى المنتخب المغربي ضربة موجعة بعد إصابة الحارس بنشاوش، الذي غادر الملعب تاركا مكانه للحارس إبراهيم غوميز.
ورغم التفوق البدني للديوك الفرنسية، واصل “الأشبال” أداءهم البطولي في الدفاع والانتقال السريع للهجوم، وكانوا قريبين من خطف الفوز في الدقيقة 90 بتسديدة قوية من معما تصدى لها أولميتا ببراعة.
وفي الأشواط الإضافية، ازدادت المباراة إثارة بعد طرد اللاعب الفرنسي رابي نزينغولا في الدقيقة 107، ما منح الأفضلية العددية للعناصر الوطنية التي كثفت ضغطها دون أن تنجح في حسم النتيجة، لينتهي اللقاء بالتعادل (1-1).
وفي ركلات الترجيح، أظهر المنتخب المغربي شخصية قوية وثقة عالية، حيث سجل كل من يونس البحراوي، إلياس بومسعودي، ياسر الزابيري بطريقة “بانينكا”، سعد الحداد ونعيم بيار، فيما تألق الحارس غوميز رفقة المصباحي بتصديهما لركلة فرنسية حاسمة، ليقودا المغرب إلى نهائي تاريخي غير مسبوق.
وبهذا الإنجاز الكبير، يواصل “أشبال الأطلس” كتابة التاريخ، في انتظار التعرف على هوية المنافس في النهائي، بين الأرجنتين وكولومبيا.