أخبار دوليةسلايدر

الكونغرس الأمريكي يضغط والجزائر في مأزق خطير: هل ستتخلى عن “البوليساريو” أم تغرق معه؟

الدار/ إيمان العلوي

تتسارع التطورات في واشنطن حول واحدة من أكثر القضايا حساسية في شمال إفريقيا، إذ يشهد الكونغرس الأمريكي حراكاً لافتاً لتصنيف جبهة البوليساريو كـ”منظمة إرهابية”، بموجب مشروع القانون رقم H.R.4119 الذي قدّمه النائبان جو ويلسون وجيمي بانيتا، وحظي مؤخراً بدعم ثلاثة نواب جمهوريين جدد هم ماريو دياز-بالارت وراندي فاين وجيفرسون شريف.
بهذا، يبدو أن الزخم السياسي داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية يتجه نحو تغيير جذري في طريقة تعامل واشنطن مع الملف، خصوصاً مع تنامي القناعات بوجود روابط بين البوليساريو وشبكات مسلحة في منطقة الساحل والصحراء.

لكن هذه الدينامية الجديدة تضع الجزائر أمام معضلة وجودية يصعب تجاوزها. فمنذ عقود، جعلت الجزائر من “البوليساريو” أحد أعمدة سياستها الإقليمية، وموّلتها واحتضنتها في مخيمات تندوف، معتبرة إياها أداة ضغط ضد المغرب. إلا أن الواقع الدولي اليوم تغيّر، ومع احتمال وسم الجبهة بصفة “إرهابية”، تجد الجزائر نفسها بين نارَين:

🔹 الخيار الأول: إعلان القطيعة العلنية مع الجبهة، عبر إدانة كل أشكال العنف ووقف التمويل وإخضاع المخيمات لرقابة أمنية صارمة. لكن هذا الخيار سيحدث زلزالاً سياسياً داخلياً، إذ سيفتح الباب أمام تمرد داخل صفوف الجبهة، وربما مواجهات مسلحة على التراب الجزائري نفسه.

🔹 الخيار الثاني: الاستمرار في الدعم السري، وهو ما قد يجعل الجزائر شريكاً غير مباشر في رعاية منظمة مصنفة إرهابية، ما يعني عقوبات اقتصادية محتملة، وتجميد تعاون أمني، وتراجع مكانتها أمام واشنطن وشركائها الأوروبيين.

🔹 الخيار الثالث، الأخطر: محاولة تفكيك الجبهة من الداخل بالقوة أو شن عملية عسكرية في المخيمات، وهو سيناريو محفوف بالمخاطر، قد يتسبب في كارثة إنسانية أو فوضى أمنية على الحدود الجنوبية للجزائر.

في المقابل، قد تلجأ الجزائر إلى خيار دبلوماسي تكتيكي، من خلال حشد دعم بعض الدول في الأمم المتحدة لإبطاء مسار المشروع الأمريكي أو الطعن في مشروعيته القانونية. لكن المؤشرات تدل على أن الرياح الدولية لم تعد تهب في صالح “الورقة الانفصالية”، بل تتجه نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد واقعي ومستدام.

تبدو الجزائر اليوم أمام امتحان تاريخي صعب: إما أن تتخلى عن مشروع البوليساريو وتنقذ ما تبقى من صورتها الدولية، أو تصر على المضي في الطريق ذاته لتتحول إلى رهينة تنظيم يوشك أن يُصنَّف إرهابياً.
فهل تختار الجزائر الإنكار… أم المواجهة… أم القطيعة؟

زر الذهاب إلى الأعلى