الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن ​النسر الجبان

طلحة جبريل

بعض الأقوال تصبح لها دلالات تاريخية، وفي بعض الأحيان يكون مفعولها أكثر بكثير مما كان يتوقع الذين أطلقوها. من هذه الأقوال، عبارة مقتضبة، يرددها سكان جبل طارق تقول " طالما توجد قرود في جبل طارق سيبقى البريطانيون، وعندما تنقرض هذه القرود سيغادر البريطانيون الصخرة". في عام 1942 تقلص عدد القردة التي تعرف أيضاً باسم "الماكاك" في " الصخرة"، وأصبح عددها سبعة فقط. في ذلك الوقت قرر ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني، جلب هذه القردة من المغرب والجزائر، تماشياً مع المقولة السائدة، وحتى يحافظ على إعدادها من الإنقراض . ما تزال قردة جبل طارق تعيش في عدة مناطق من الصخرة، خاصة في بعض جوانب الجبل الذي تحمل المنطقة اسمه. تحظى هذه القرود بعناية فائقة بحيث يعاقب من يقتل أي واحد منها بالسجن، تماماً كما هو الشأن بالنسبة للنسور في الولايات المتحدة، حيث تصل عقوبة اصطياد أو قتل نسر، شعار اميركا، إلى خمس سنوات سجناً.

الطريف أن الرئيس الأميركي بنجامين روزفلت الذي تولى الرئاسة القرن الثامن عشر، لم يكن راضياً عن هذا النسر شعاراً لبلاده، وكتب رسالة الى إبنته يقول فيه" من وجهة نظري كنت أتمنى ألا يكون النسر الأصلع هو رمز بلادنا، إذ إنه طائر له أخلاق سيئة، يعيش بأساليب ملتوية ولا يحصل على غذائه بطريقة نزيهة، ثم إنه طائر جبان يمكن أن يهاجمه حتى عصفور صغير".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى