الدين والحياة

عبادي: اصلاح الحقل الديني بالمغرب لانريد منه الظهور كتلميذ نجيب أمام المنتظم الدولي

الدار/خاص

أكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن "الاختيارات الرئيسية لـ"الإسلام المغربي" ترتكز على العقيدة الأشعرية، التصوف الجنيد، والمذهب المالكي، وامارة المؤمنين، مبرزا أن هذه المرجعيات، والاختيارات الكبرى تتميز بتجسيرها بين النص والعقل، وبين النص والسياق، مع استحضار للأبعاد الروحية.

وأشار عبادي في حوار مطول مع الأسبوعية الفرنسية "جون أفريك"، الى أن امارة المؤمنين تعتبر الركيزة الأساسية للنموذج المغربي في التدين، حيث أتاحت رؤية جلالة الملك أمير المؤمنين، ومكانته الدستورية، القيام بإصلاح متعدد الأبعاد، ووظيفي للحقل الديني بالمملكة بكل مكوناته ومؤسساته.

تنزيل رؤية جلالة الملك في اصلاح الحقل الديني، يضيف عبادي، تمت من خلال القيام بتحليل للجسم الديني في المملكة، يستجيب لدفاتر تحملات دقيقة، حيث وظف علماء المغرب النص الديني المكون من 6236 آية قرآنية، و40 ألف حديث و 27 ألف من قصص أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من اجل استنباط المقاصد السامية للدين الإسلامي، وعلى رأسها مقصد السعادة، أسمى مقاصد الدين الإسلام.

هذا  المقصد الأسمى، يردف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، عبر عنه القرآن الكريم، كما ورد في عدد كبير من المؤلفات التي ألفها علماء المغرب، حيث وجد الدين لإحلال السعادة في نفوس البشرية، على كوكب مشترك في العاجل والآجل"، محذرا من تغييب هذا المقصد والرؤية، والنزوع نحو توجه ديني يقود حتما نحو الانحراف.

وبخصوص تحصين المغاربة ضد التطرف، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن قضية التأثير الديني لا يمكن معالجتها فقط على المستوى الوطني، لأنها تندرج في سياق دولي، يتسم بظهور فاعلين افتراضيين في عصر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، أشار ذات المتحدث الى أن التحدي الأبرز هو تكوين، واعداد الموارد البشرية لمواكبة هذا التحول العالمي، مشيرا الى أن هذا الورش في المغرب، تمت مواكبته من خلال إعادة حكامة المجال الديني، وهو مكتسب بالنسبة للمملكة، والذي قاد الى إصلاحات واضحة ووظيفية، وليس جمالية تتوخى الظهور كتلميذ نجيب أمام المنتظم الدولي".

وفي ظل هذا التوجه، يشير عبادي، تم بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي،  مراجعة مقرر التربية الإسلامية، من أجل تقوية الفكر النقدي لدى المتعلمين، الذي يبقى ضروريا لتكوين مناعة لدى هؤلاء ضد الأفكار المتطرفة، والانتقال من بعد الوقاية الى بعد التمنيع، لنكون بذلك قد بصمنا على تحول حقيقي في هذا الاطار.

وفي هذا المضمار، يضيف عبادي، توصلنا أيضا الى أن المجتمع لا يتشكل من تجمع واحد، بل من مجموعة من المكونات، التي يتعين مخاطبتها والتوجه اليها كل بحسب انتظاراته، وباستعمال الوسائل المناسبة، حيث لا يمكن مخاطبة طفل بنفس الخطاب الموجه للعائلة، أو الشباب أو المؤثرين.

من جهة أخرى، نفى عبادي أن يكون لتورط العديد من مغاربة الخارج في الأحداث الإرهابية، التي هزت عددا من البلدان الأوربية، تأثير على صورة "الإسلام المغربي"، مؤكدا في هذا الصدد أن  "الغالبية من المتورطين والمعنيين بالأمر ولدوا وترعرعوا ودرسوا في بلدان الإقامة.

وأبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في هذا الصدد، أن مسؤولية المغرب تتمثل في مساعدة هذه البلدان من أجل تأطير هذه الجالية بشكل أفضل، لأن البعد الهوياتي يجب أخذه بعين الاعتبار، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات لتأطير وتكوين الأئمة والوعاظ، من أجل اسلام يسمح للمسلمين بارتياد أماكن العبادة دون أن يصابوا بعدوى المتطرفين"، مشددا على ضرورة الانتقال اليوم  الى تكوين صنف  القادة والمؤثرين، أخذا بعين الاعتبار طوبوغرافية مجتمعاتنا المعاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى