أخبار دولية

البرلمان الأوروبي يمنح جائزة ساخاروف الى الاويغوري المسجون إلهام توهتي

منح البرلمان الأوروبي الخميس جائزة ساخاروف لحقوق الإنسان إلى المثقف الأويغوري إلهام توهتي الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الصين بتهمة تبني نزعة "انفصالية"، في خطوة يمكن ان تثير غضب الصين، وطالب بالافراج الفوري عنه.

وبعد سنة على اختياره المخرج السينمائي اوليغ سينستوف الذي كان انذاك موقوفا في روسيا، يكافىء البرلمان الأوروبي شخصية أخرى مسجونة لكن في الصين هذه المرة.

وكان القضاء الصيني حكم على أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة بكين إلهام توهتي في 2014 بالسجن مدى الحياة بتهمة النزعة "الانفصالية" في محاكمة أثارت حملة اعتراضات من قبل حكومات أجنبية ومنظمة مدافعة عن حقوق الإنسان.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي أمام البرلمان في ستراسبورغ إن "البرلمان الأوروبي يقدم دعمه الكامل لعمله ويطالب بان يتم الافراج عنه فورا من قبل السلطات الصينية". وأضاف أن هذا الجامعي "كان ملتزما العمل في سبيل تحسين التفاهم بين الاويغور واتنية الهان في الصين".

وتابع "رغم انه كان صوتا للاعتدال والمصالحة، حكم عليه بالسجن مدى الحياة اثر محاكمة استعراضية"، داعيا الى "احترام حقوق الاقليات في الصين"، بحسب البيان الذي نشره البرلمان.

وكان ترشيحه لنيل هذه الجائزة التي تمنح لشخصيات قدمت "مساهمة استثنائية للنضال من أجل حقوق الانسان في العالم" قدمته مجموعة "رينيو يوروب" الليبرالية.

ووصلت فتاتان كينيتان تناضلان ضد الختان وثلاث شخصيات برازيلية تعمل على الدفاع عن الاقليات والبيئة الى لائحة النهائيات لهذه الجائزة لكن البرلمان اختار توهتي في نهاية المطاف.

ينتمي إلهام توهتي الى اتنية الاويغور ذات الغالبية المسلمة والتي تشكل غالبية في منطقة شينجيانغ الشاسعة في شمال غرب الصين التي شهدت اعتداءات على مدى سنوات وباتت الآن تحت رقابة مشددة من الشرطة.

في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، أنشأ موقع "اويغور اونلاين" على الانترنت الذي كان ينشر مقالات بالصينية وبلغة الاويغور حول مسائل حساسة في المجتمع.

ومواقفه حول فرض لغتين والسياسة الاقتصادية في شينجيانغ او حتى انتقاداته للقادة السياسيين او المصاعب التي يواجهها الاويغور لايجاد عمل، دفعت الصين الى فرض مراقبة مشددة عليه.

ويأخذ عليه القضاء الصيني انه كان يمجد خلال إلقائه الدروس، الناشطين الاويغور الذين نفذوا اعتداءات أو انه كان يشجع الطلاب على المشاركة في انشطة الحركة الاسلامية في تركستان الشرقية.

وهذه المنظمة الإسلامية المتطرفة تناضل من أجل استقلال شينجيانغ وتعتبر في الخارج عموما منظمة ارهابية.

وفي مطلع اكتوبر نددت الصين بترشيحه لجائزة ساخاروف متهمة البرلمان الأوروبي "بدعم الإرهاب".

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ انذاك "نطالب (البرلمان الاوروبي) بتمييز واضح بين الخير والشر، وان يسحب ترشيحه ويوقف دعم الانفصالية والارهاب".

وكان إلهام توهتي نال في نهاية شتنبر جائزة فاتسلاف هافل التي يمنحها برلمان أوروبا المؤسسة المنفصلة عن الاتحاد الاوروبي المكلفة تشجيع الديموقراطية وحقوق الانسان.

ونددت الخارجية الصينية انذاك بهذا القرار قائلة "عبر التلويح بذريعة حقوق الانسان والحرية، يقوم (مجلس أوروبا) بتبييض صفحة انفصالي يدعم العنف والارهاب".

وجائزة ساخاروف التي تكافىء حرية الفكر وتحمل اسم الفيزيائي النووي السوفياتي اندريه ساخاروف (1921-1989)، الشخصية البارزة المنشقة في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق، والذي نال هو أيضا جائزة نوبل للسلام عام 1975، تبلغ قيمتها 50 ألف يورو.

وسيجري حفل تسليم الجائزة في البرلمان الاوروبي في 18 دجنبر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى