آلاف الجزائريين يتظاهرون في الجمعة الـ37 للحراك تزامنا مع ذكرى حرب التحرير
يواصل الجزائريون، للجمعة الـ37، حراكم الشعبي الذي يتزامن اليوم مع ذكرى اندلاع حرب التحرير في العام 1954. ووسط حضور أمني مكثف، تجمع آلاف المتظاهرين بالعاصمة وكبرى المدن الجزائرية، رافعين شعارات مطالبة برحيل جميع رموز النظام السابق وبناء دولة ديمقراطية، ومصممين على عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر.
ضرب المتظاهرون في الجزائر موعدا جديدا الجمعة، المصادف لذكرى عيد الثورة التحريرية الـ65، للمطالبة برحيل النظام الحاكم منذ استقلال البلاد من الاحتلال الفرنسي في العام 1962 ورفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر.
وعلى غير عادتهم، بدأ نحو ثلاثة آلاف شخص التظاهر حوالى الساعة 11,00 (10,00 ت غ) كما في بداية الحركة الاحتجاجية في 22 فبراير، بينما ينتظر أن تبلغ المظاهرة أوجها ظهرا بعد انتهاء صلاة الجمعة. وعادة يبدأ المتظاهرون تجمعاتهم عند الساعة 14,00 (13,00 ت غ).
وتجمع المتظاهرون في موقع غير بعيد عن ساحة البريد المركزي التي منعت الشرطة الوصول إليها، وتجمعوا أيضا في شارع ديدوش مراد أحد أهم شوارع العاصمة الجزائرية وهم يهتفون "باعوها (البلاد) الخونة" و"الجنرالات إلى المزبلة والجزائر تدّي (ستسترجع) الاستقلال".
"الاستقلال ..الاستقلال"
وبدأ المتظاهرون في التجمع ليل الخميس في وسط العاصمة وهم يهتفون "الاستقلال…الاستقلال" قبل أن تفرقهم قوات الشرطة التي أوقفت العديد منهم، بحسب موقع صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية.
واستيقظت العاصمة على انتشار أمني كثيف بشاحنات احتلت كل المحاور والساحات الرئيسية مثل ساحات "أول ماي" و"موريس أودان" و"الربيرد المركزي"، وعلى طول شارع "ديدوش مراد".
وقام عناصر أمن بالزي المدني بتفتيش حقائب المارة المبكرين ومراقبة هوياتهم في شارع حسيبة بن بوعلي، بوسط العاصمة. وشددت قوات الأمن إجراءات المراقبة في الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الجزائر العاصمة منذ مساء الخميس، ما تسبب في اختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات كما في تيبازة غربا والبليدة جنوبا، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
"الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر"
وانتشرت منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتظاهر مثل "# حراك 1 نوفمبر" أو "# لنغزو العاصمة" الجزائر حيث تجري أهم التظاهرات كل يوم جمعة منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام في 22 فبراير.
ونشرت صفحة "حراك 22 فبراير" على فيس بوك لافتة إلكترونية كتب عليها "الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر".
واندلعت "ثورة التحرير" أي حرب الاستقلال الجزائرية في الساعة الصفر من ليل الأول من نوفمبر بقيادة جبهة التحرير الوطني، بعمليات عسكرية شملت في نفس الوقت كل أرجاء البلاد.
وأصبح هذا التاريخ مناسبة وطنية يتم الاحتفال بها بشكل رسمي منذ الاستقلال وهي عطلة مدفوعة الأجر.
واندلعت الحركة الاحتجاجية بعد ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة رغم مرضه الذي أفقده القدرة على الحركة والكلام. ورغم دفعه لعدم الترشح ثم الاستقالة في 2 أبريل، لم تتراجع الاحتجاجات واستمرت لتطالب برحيل كل رموز النظام الحاكم منذ 1962.
ويرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر لاختيار خلف لبوتفليقة، لأنها في نظرهم ليست سوى استمرارا لنفس النظام.