فن وثقافة

“الثقافة الحسانية من البعد المحلي إلى الاهتمام العالمي” محور ندوة علمية بالداخلة

شكل موضوع "الثقافة الحسانية من البعد المحلي إلى الاهتمام العالمي"محور ندوة علمية نظمت، مساء أمس الثلاثاء بالداخلة، تخليدا للذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال والذكرى الرابعة والأربعين لعيد المسيرة الخضراء.

وسلطت هذه الندوة، التي تندرج في إطار سلسلة من الندوات المنظمة من طرف جمعية المحبة للتنمية والتواصل وجمعية زاد ناس للمرأة والطفولة بتنسيق مع جمعية رؤى للإعلام والتواصل وفنون الميديا تحت شعار "جهة الداخلة وادي الذهب بين عبق التاريخ ورهانات الإقلاع التنموي المنشود"، الضوء على أهمية الثقافة الحسانية وسبل منحها بعدا إفريقيا وعالميا، باعتبارها مكونا أساسيا ورافدا من روافد الهوية المغربية.

وفي هذا الصدد، أكد محمد الخمسي، وهو أستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أنه يتعين على الثقافة الحسانية المرور من محطات معينة قبل أن تنتقل إلى العالمية، من خلال العمل على تحويل الكم الهائل من الثقافة الحسانية الشفهية إلى ثقافة مكتوبة لتجنب اندثار جوانب مهمة منها، لأنه لا يمكن مخاطبة العالم الآن بثقافة شفاهية غير موثقة.

وشدد الخمسي، في هذا السياق، على ضرورة البحث عن أسباب وأدوات انتشار الثقافة الحسانية بالمنطقة ومصادر قوتها، معتبرا أن اكتشاف تلك الأسباب سيساعد على نشر هذه الثقافة في جغرافية أعمق وأبعد.

كما تساءل حول قدرة الثقافة الحسانية على المحافظة على البعد الروحي الصوفي في هذا الحيز الجغرافي، في ظل تهديد التنوع الثقافي والفكري الذي يشهده العالم حاليا، وعلاقتها بباقي الثقافات من خلال الإغناء والتناقح، والآليات التي تستخدمها هذه الثقافة في الانتشار والتأثير والتأثر بباقي الثقافات.

وأشار إلى أن ما يلفت الانتباه في الثقافة الحسانية كونها "مرتبطة بوضع المرأة في المجتمع الصحراوي، فكثير من المطالب التي عنوانها تكريم المرأة والحرية، عبث ولا معنى له في الصحراء، لأن مكانتها مكفولة سلفا"، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من الثقافة الحسانية، التي مكنت المرأة من دور أساسي داخل المجتمع الصحراوي، مما جعلها أحد عناصر قوة هذه الثقافة.

من جانبه، أبرز يحيى رمضان، وهو أستاذ جامعي ورئيس مركز رقي للدراسات، أهمية الثقافة الحسانية، على اعتبار أنها ليست إنجازا تاريخيا فقط، بل استشرافا لعالم الغد الذي، ورغم تقدمه العلمي والمعرفي يحتاج للثقافة الحسانية.

وأشار رمضان إلى أن قوة الثقافة تكمن في قدرتها على بناء القيم والمحافظة عليها لتمريرها إلى المستقبل وترسيخها في وجدان الإنسان، معتبرا أن الثقافة الحسانية لا يمكن فهمها إلا من خلال معرفة حجم التحديات التي يعيشها الإنسان المعاصر.

وذكر، في هذا الصدد، بمجموعة من التحديات التي تواجهها الثقافة الحسانية، في مقدمتها التحدي البيئي الذي يولد مخاطر على مستوى موارد العيش والماء والمجال الطبيعي، كما يكشف قدرة هذه الثقافة على العطاء والتسامح والاستيعاب.

كما نوه بقدرة الثقافة الحسانية، تاريخيا، على استقبال الآخر واستدراجه وإدماجه فيها، لخلق لغة جديدة من لغات مختلفة ومن أعراق مختلفة، بشكل يساهم في تشكيل ثقافة مختلفة، ثقافة تنشد العطاء والتسامح والعيش المشترك.

وستتواصل هذه الندوات، التي تحظى بتأطير من قبل ثلة من الخبراء والدكاترة، إلى غاية 22 نونبر الجاري من أجل مناقشة عدد من القضايا الراهنة في مجالات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم، والتكوين المهني، وعلاقات المغرب بعمقه الافريقي، والدور المنوط بجهة الداخلة وادي الذهب في إرساء وتقوية تلك العلاقات.

المصدر:  و م ع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى