المواطنصحة

فقد كلتا قدميه بسبب إهمال طبي.. المغربي ياسين متشبث بالأمل والحياة

الدار/ ترجمة حديفة الحجام

"بدأ كل شيء بألم بسيط في قدمي"، يقول الشاب المغربي، ياسين بوقماش، 32 سنة، ليومية "إل فارو دي سيوتا" الناطقة بالإسبانية. "كنت أشتغل في المقهى، وفجأة انتابني شعور في قدمي اليسرى جعلني لا أستطيع الوقوف". ولم يعره أدنى أهمية في تلك المرحلة، لكن بعد مرور أيام قليلة، "استمر "الألم" وعاد بصورة "مكثفة" مما اضطره لزيارة الطبيب في مدينة مراكش لتلقي العلاج الضروري. ويعتبر ياسين ذهابه إلى هناك أكبر خطأ في حياته.

لم يخضعه الطبيب الذي تولّى حالته لأي فحوصات من أي نوع واقتصر على تشخيص إصابته بـ "تعب عضلي". وصف له أدوية مقاومة للإرهاق لم تفده في شيء واستمر الألم كامنا في جسد ياسين لزمن طويل. مرت أسابيع طويلة تعرض فيها لاختناق في الأوعية الدموي تسبب في بتر كلتا قدميه.

ويؤكد ياسين أنه لو كان خضع للعلاج أول الأمر بـ "الطريقة المناسبة"، لربما تغيرت حياتهم ولم ينته به المطاف لبتر كلتا قدميه. وينعت أطباء وزارة الصحة بـ "المجرمين"، لأنه، حسب ما يقول، "هناك أخصائيون كان بإمكانهم كشف المشكلة التي كان يعاني منها".

الآن وبعد مرور عدة أشهر في المستشفى مكافحا لاستعادة صحته، يطلب ياسين وأقاربه وأصدقاؤه الآن يد المساعدة ليستطيع العودة إلى المشي على قدميه والجري وأن يكون مستقلا بذاته. "أريد الحصول على قدم اصطناعية"، يؤكد الشاب الذي، مع بتر قدميه، كل ما يطالب به هو أطراف اصطناعية ليعود لسابق عهده، شخصا "فرحا ومفعما بالرغبة في الحياة"، كما يعرف الشاب نفسه.

هذه الرغبة في "العيش" هي التي جعلت ياسين ينتصر في معركته ويُرى في الشاطئ يلعب كرة القدم مع زوجته. والغريب في هذه القصة هو أنه تعرف على زوجته في المستشفى مباشرة بعد خضوعه للعملية على قدميه. "زوجتي هي الشخص الوحيد الذي أرجع إليّ الثقة التي فقدتها. لقد التقيت بها عرضا في المستشفى بعدما فقدت قدميّ وكانت تزورني مرتين في الأسبوع".

ويمثل ياسين مثالا لكل أولئك الذي تعرضوا لبتر عضو من أعضاء جسمهم، ويقول إن "بعضهم يعتقد أن فقد جزء يعني فقد حياتهم كلها، بكل أحلامها وأهدافها. الأمر ليس هكذا. أصبحت حياتي الآن أكثر عاطفية ومغامرة. فكل حركة أقوم بها هي إنجاز وتحد…".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى