الرأي

طلحة جبريل يكتب: سؤال

طلحة جبريل

سمعت شخصياً من الملك الحسن الثاني، أنه سأل مرة  محمد أحمد محجوب، رئيس الحكومة السودانية الأسبق، قبل إنقلاب جعفر نميري، عن الفترة الملائمة لزيارة السودان.
وكان رد محجوب” يا جلالة الملك.. نحن نوجد ستة أشهر في ظل طقس حار متقلب محملاً بالأتربة والغبار، وستة أشهر داخل هذا الطقس الحار المتقلب يدفننا التراب والغبار”.
كان الملك الحسن الثاني معجباً بفصاحة وكياسة محجوب. لاحظ ذلك في قمة عقدت في آواخر الستينيات في الرباط. وأبلغ مستشاريه بهذا الإعجاب.
عندما وقع “إنقلاب جعفر نميري” خرج المحجوب بعد فترة قصيرة من بلاده ليستقر في لندن، وكان أن وجه اليه الملك الحسن الثاني، دعوة ليقيم في المغرب، وزار المحجوب الرباط، وشكر ملك المغرب على دعوته، معتذراً عن البقاء في بلاده.
لعله كان يتمثل ذلك القول الذي مفاده، إن اللاجئ السياسي في اللحظة التي ينجو فيها بنفسه من السلطة في وطنه يجد نفسه تلقائياً تحت سلطة اخرى يحتاجها أكثر مما تحتاجه. إذ اللاجئ يقابل في الشهر الاول رئيس الدولة، ثم في الشهر الثاني يقابل وزيراً وفي الشهر الثالث يكون المسؤول عنه رئيس المخابرات وفي الشهر الرابع عليه ان يتأقلم مع واحد من ضباط المخابرات.
معظم الديبلوماسيين الذين يعملون في الخرطوم  تكون مشكلتهم الأولى هي أحوال الطقس غير المواتية، حيث تصل درجة الحرارة اللافحة في صيفنا القائظ الى درجة حرارة 45 درجة في الظل. ثم هناك الرياح المحملة بالتراب.
ومن يريد أن يعرف ليذهب إلى الخرطوم

زر الذهاب إلى الأعلى