الرأي

طلحة جبريل يكتب عن مسافري الهواتف

طلحة جبريل

السمة البارزة لقطارات الصباح الباكر بين القنيطرة والدارالبيضاء هي الهدوء.
ليس هدوء مصطنعاً لكن من الواضح أنه هدوء اضطراري.
ينقسم ركاب هذه القطارات إلى قسمين:
أولئك الذين نهضوا مع الفجر وما تزال لديهم حاجة للنوم. هؤلاء ما أن يصعدوا القطار حتى يحاولون النوم .
بعضهم يكتفي بإغماض أعينهم.
فئة ثانية تصل حد الإغفاءة . فئة ثالثة يغطون في نوم عميق إلى حد أن بعضهم يحتاج إلى لكزة حتى يهبطون في محطة الوصول.

القسم الثاني ذلك الذي ما أن يصعد إلى القطار حتى ينكب على هاتفه المحمول ويظل مع الشاشة الصغيرة غير مكترث لما حوله حتى يصل إلى وجهته.
معظم هؤلاء يتنقلون في الغالب بين تطبيقات التواصل على غرار “وآتساب ” أو “ماسنجر ” ..مع مرور سريع على بعض المواقع ومشاهدة مقاطع من الفيديو على شبكة “يوتيوب “.
هناك شريحة صغيرة من المدمنين على شاشة الهاتف المحمول “ يستمعون للموسيقى والأغاني “ ويمكن استنتاج ذلك من تمايلهم بين الفينة والأخرى.
في زمن مضى عندما كانت القطارات المكوكية تحمل اسم “عويطة” كان يطلق على ركابه تعبير ” مسافرون بلا حقائب ” وكان معظمهم يتنقلون ما بين الرباط والدارالبيضاء.
أما الآن فإن معظم ركاب هذه القطارات يجرون معهم حقائبهم في رحلات الذهاب والعودة لذلك أضحى تعبير “مسافرون بلا حقائب” بلا معنى ، وصار الأقرب إلى المنطق أن يطلق عليهم “مسافرو الهواتف” لأنهم بالفعل وليس مجازاً يسافرون مع هذه الهواتف ذهاباً وإياباً.

زر الذهاب إلى الأعلى