الرأي

طلحة جبريل يكتب عن سيدي يحيى

طلحة جبريل

كنت حتى وقت قريب أعتقد أن المدينة التي تشكل  تمازجاً حقيقياً هي المدن السياحية إذ هي تجسد “قبلة للجميع سواء من داخل  المغرب أو من خارجه.
لكن يبدو أن بعض المدن بل حتى بعض البلدات أصبحت تسير بإيقاع أسرع لتخلق مدينة متساكنة ومندمجة، ونسيجاً إجتماعاً متصاهراًو هذا ما لاحظته مثلاً في بلدة “سيدي يحيى الغرب” التي انتقلت إليها عدة شركات كبرى لتصنيع قطع غيار السيارات.
أتمنى فعلاً أن يتحقق في “سيدي يحي الغرب” ما استطاعت مدينة مراكش تحقيقه.
كنت كتبت مرة أن مراكش هي نموذج مصغر للمغرب لو كانوا تركوها تنمو نمواً طبيعياً كما هو شأن المدن العريقة، لكن عندما طرحت فكرة تحويل مراكش إلى عاصمة للمغرب، راحت المدينة تنمو نمواً في بعض جوانبه بعض التسرع.
قبلت مراكش فكرة “الزائر” الذي يقيم منذ عقود طويلة، وهي المدينة الوحيدة التي نزحت إليها أسر من جميع أنحاء المغرب  لذلك هي المدينة التي تزاوج فيها كثيرون، وبالتالي جسدت فكرة مدينة التساكن الحقيقي. ولعل مراكش كما يقول أهلها، هي المدينة التي استوعبت في يسر وهدوء جميع الأعراق، وتعايش فيه كثيرون حتى من خارج المغرب .
من خلال زيارة أسبوعية لمراكش تيقنت أن كثيرين نزحوا إليها للإحساس بالأمان. وإدراكهم أنها يمكن أن تستوعبهم كما استوعبت كثيرين من قبلهم جاؤوا حتى من خارج المغرب . بالتأكيد هم جاؤوا إلى مدينة النخيل وفي لا وعيهم هذا الاعتبار.

زر الذهاب إلى الأعلى