أخبار دولية

خامنئي يلجأ إلى الجيش لتقليص نفوذ الحرس الثوري

المرشد يأمر القوات المسلحة الإيرانية بمعالجة "التقصير" بعد إسقاط طائرة ركاب أوكرانية عن طريق الخطأ.

مباشرة بعد مقتل الذراع اليمنى قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، بدأ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي يظهر رغبته في تقليص مؤسسة الحرس الثوري، التي قد تتحول إلى ورقة ضغط ضده في الصراع داخل النظام مع خصومه من رجال الدين الذين يسيطرون على مؤسسة تشخيص مصلحة النظام.

واعتبرت أوساط إيرانية متابعة للصراع بين القطبين القويين داخل النظام أن قرار خامنئي تكليف الجيش بالبحث في ظروف إسقاط الطائرة الأوكرانية بمثابة الفرصة الذهبية التي أتيحت للمرشد للحد من نفوذ الحرس الثوري وتحميله مسؤولية إسقاط الطائرة والتأثير على صورة إيران وتحميلها مسؤولية أخلاقية وقانونية في ذلك.

وأمر المرشد الأعلى القوات المسلحة الإيرانية بمعالجة “التقصير” بعد إسقاط طائرة ركاب أوكرانية عن طريق الخطأ، وفق ما أعلن مكتبه.

وقال خامنئي “أناشد هيئة الأركان العامّة للقوّات المسلّحة أن تتمّ متابعة موارد التقصير المحتملة في هذا الحادث الأليم” لضمان عدم تكرره، وفق بيان نشر على موقعه الرسمي وحسابه على تويتر.

وتتحدث مصادر إيرانية عن قرار مرتقب بإقالة العميد أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجو – فضائية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتقديمه ككبش فداء في قضية الطائرة.

وصرح زادة، السبت، أنه يتقبل كامل المسؤولية في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية ما أدى إلى مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.

وقال في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي ونشرها موقع وكالة مهر للأنباء “نتقبل كافة المسؤولية في سقوط الطائرة الأوكرانية وجاهزون لأيّ عقاب وأيّ قرار يتخذه المسؤولون بهذا الشأن”.

وأضافت الوكالة نقلا عنه “تمنيت الموت، ليتني متّ ولم أسمع بمثل هذا النبأ”.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن العميد زادة قوله إن الحرس الثوري ظن أن الطائرة الأوكرانية التي أسقطها في إيران صاروخ كروز (قادم من جهة معادية). وأضاف أن الطائرة أُسقطت بصاروخ قصير المدى.

لكن هذا التبرير يعطي انطباعا سيئا عن أداء الحرس الثوري الإيراني، الذي يسوق لنفسه على أنه قوي وفعال وقادر على تنفيذ المهمات الصعبة، أكثر مما هو صيغة لإنقاذ الجهاز وقياداته من تصفية الحساب التي يلوح بها المرشد الأعلى.

وعمل خامنئي، الذي عرف دائما بكونه يرفض الاعتراف بأخطاء إيران أو الإشارة إليها، على إخراج اعترافه بإسقاط الطائرة والدعوة لمحاسبة الجهة التي تقف وراءها، أي الحرس الثوري، إلى العلن وفي وسائل الإعلام، وأنه لو كان يريد العكس لقام بمحاسبة الشخص الذي أطلق الصاروخ على الطائرة الأوكرانية، لكنّه استدعى قائد الحرس الثوري في رسالة على أنه يريد تحميل الجهاز مسؤولية الخطأ وليس شخصا ما داخل الجهاز.

ويؤشر استنجاد خامنئي بمؤسسة أخرى منافسة للحرس الثوري أنّ المرشد لم يعد مرتاحا للعمل مع قادة هذه المؤسسة بعد رحيل ذراعها اليمنى سليماني وسقوط مشروعهما المشترك في تفكيك النظام من الداخل وإعادة تكوينه على أسس جديدة تقوم على استبعاد الخصوم بالدرجة الأولى، لكنّ هؤلاء الخصوم باتوا الآن أصحاب القرار الأول في الحرس الثوري.

وكانت أوساط إيرانية كشفت في وقت سابق أن خامنئي يعتمد على سليماني كذراع قوية في الداخل لإسكات المتنطعين من محيطه والحالمين بالسيطرة على جزء من النظام تحت مسوّغات ورتب دينية.

المصدر: الدار ـ  وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى