طلحة جبريل يكتب: نحن وهم
طلحة جبريل
يعتمد السياسيون في الدول المتقدمة على “معاهد الأبحاث والتفكير و” استطلاعات الرأي” لاتخاذ قراراتهم، أو على الأقل الإهتداء بها لمعالجة ملفات توجد فوق مكاتبهم.
في بلداننا نعتبر ذلك “ترفاً” لأن توجهات الرأي العام أصلاً لا قيمة لها عند إتخاذ القرارات. السياسيون والتنفيذيون لدينا يعالجون جميع الملفات على أساس أن “تفكيرهم” هو الصواب وما عداه”باطل”.
يهتم قادة الدول المتقدمة كثيراً بالمؤشر المتعلق بشعبيتهم، لمعرفة مدى القبول أو الرفض لسياستهم.في هذا السياق أذكر لكم واقعة عن رئيس فرنسا السابق، إذ أنه يتعذر الحديث عن رؤساء يمارسون،على سبيل المثال من الصعوبة بمكان الحديث عن استطلاع رأي بشأن شعبية إيمانويل ماكرون ذلك أن الأحداث متحركة في فرنسا.
في سياق متصل أذكر أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عقد إجتماعاً في قصر الإليزي لمعرفة الأسباب التي جعلته يربح أربع نقاط في إستطلاع للرأي أجري في آواخر فترته الرئاسية.
إذ تبين من إستطلاعات الرأي آنذاك أن 29 بالمائة من الفرنسيين اعتبروا أن قراراته كانت صائبة وهم مستمرون في تأييده، في حين كانت نسبة التأييد قد هوت قبل ذلك الى 25 في المائة.
في إستطلاع آخر جرى أخيراً في عدد من الدول بشأن “نفوذ القوى الكبرى وما إذا كان أكثر إيجابية أو أكثر سلبية” تبين تراجع تأثير كل من الصين والهند.
هذه مجرد عينات حول استطلاعات الرأي، التي تصل في بلد مثل سويسرا الى حد نوعية النباتات المنزلية المفضلة.