الرأي

طلحة جبريل يكتب عن حديقة حيوانات

طلحة جبريل

كأنه لم يكن ينقص الحكومة السودانية إلا ذلك”الخبر”الذي تناقلته وكالات الأنباء والذي اشار إلى أن أسداً في حديقة حيوانات توجد في وسط العاصمة االسودانية نفق بسبب الجوع.

أثار نشر الخبر حرجاً شديداً للسلطات السودانية، إذ أعقب ذلك حملة عالمية لإنقاذ الأسود التي توجد داخل أقفاص في الحديقة التي تعرف بأسم “حديقة القرشي”.

المفارقة أن هذا “القرشي” هو طالب جامعي قتل أثناء إندلاع مظاهرات في جامعة الخرطوم عام 1964 وأدى مقتله إلى إندلاع ثورة في السودان قادت إلى إسقاط نظام الجنرال إبراهيم عبود.

لكن ما هي حقيقة ما حدث داخل” حديقة القرشي” وخلق ضجة، خاصة بعد أن أثار تقرير بثته وكالة الأنباء الفرنسية غضب جماعات الرفق بالحيوان في جميع أنحاء العالم.

قبل الإنقلاب العسكري في السودان في يونيو 1989، والذي دبره “الإسلاميون”، كانت هناك “حديقة حيوانات” قرب شاطئ النيل، وقررت حكومة عمر البشير تفكيكها وتوزيع حيواناتها بإيعاز من”على عثمان طه”الرجل القوي في النظام، وقيل وقتها أن “طه” أوعز بذلك االقرار لأن والده كان حارساً في تلك الحديقة.

نقلت تلك الأسود إلي “حديقة القرشي”.هنا ستبدأ حكاية المأساة، وهي أن الحديقة القرشي لم تكن تملك أمكانيات مالية لإطعام الأسود مما أدى إلى نفوق لبوة من الجوع، على الرغم من إدارة الحديقة تقول أن سبب نفوقها المرض.

حالياً توفرت لحوم وعلاجات للأسود من طرف تنظيم مؤيد للثورة السودانية، يسمى “شباب الثورة”، لكن القضية ما تزال تتفاعل.ِ

زر الذهاب إلى الأعلى