الدين والحياة

إبراز دور العلماء في تحصين الشعوب من التيارات المضللة بوجدة

سلط الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، أمس الأربعاء بوجدة، الضوء على دور العلماء المغاربة والأفارقة وواجبهم في تحصين الشعوب والمجتمعات من التيارات و الأفكار المضللة والمدمرة.

وأطر  رفقي الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2018-2019 ، بجامعة محمد الأول بوجدة حول موضوع "رمزية إمارة المؤمنين وحماية القيم الإنسانية".

وأشار بالمناسبة إلى أن التحصين ضد الانحرافات والتطرف ومكافحة جميع أشكال العنف والإرهاب والآفات الأخرى التي تعرفها المجتمعات، بشكل عام، هو واجب فرضه الدين وتعاليمه، ودور العلماء مهم في هذا الاتجاه.

وقال، إن الأخطار التي تواجه ديننا تفرض التنسيق بين العلماء ووحدتهم من أجل مواجهة التيارات المدمرة ونشر القيم النبيلة للإسلام التي تدعو إلى المساعدة، والأخوة والاعتدال بين المسلمين وغير المسلمين، مضيفا أن الهدف هو المحافظة على هويتنا المشتركة، ولكن أيضا وقبل كل شيء ، حماية الإنسان .

وأكد أن أمير المؤمنين الملك محمد السادس، الوفي للنهج الذي اتبعه جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ، حرص على جعل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إطارا مؤسساتيا وفضاء للمعرفة لحماية الدين وتعاليمه، ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضا على المستوى الافريقي.

و أبرز رفقي، في هذا السياق، المسؤولية المقدسة والواجب الديني والحضاري الموكول للعلماء في تحصين الشعوب والمجتمعات والشباب والعائلات، وحمايتهم من الأفكار المضللة، مركزا في عرضه بالنموذج الديني المغربي وخصوصياته، وعلى مؤسسة إمارة المؤمنين، وشرعيتها، ورمزيتها وعلاقتها بحماية القيم الإنسانية، وكذلك على الأخطار التي تواجه المجتمعات البشرية.

وتحدث أيضا عن دور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في تقديم الإجابات ومعالجة أزمات القيم الإنسانية، التي تمر بها المجتمعات، لا سيما بالقارة الافريقية، وذلك من خلال تكريس والحفاظ على القيم وتعاليم الدين الاسلامي، وبالتالي المساهمة في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية.

وفي معرض إبرازه لأهمية الروابط الدينية والتاريخية والثقافية بين المغرب وإفريقيا، ذكر السيد رفقي بأهداف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والتي تم إحداثها في يونيو 2015 بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والتي تتوفر الآن على 32 فرعا عبر القارة.

وهكذا أوضح المتحدث أن مهمة المؤسسة تكمن في توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بالمغرب وباقي الدول الإفريقية، وذلك من أجل التعريف بقيم الإسلام السمحة وإشاعتها وتعزيزها، والقيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي.

كما تروم توطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا والعمل على تطويرها وتشجيع إحداث مراكز وهيآت دينية وعلمية وثقافية وتنشيط التراث الثقافي الإسلامي الافريقي المشترك.

من جانبه، أشار رئيس جامعة محمد الاول، محمد بنقدور، إلى أهمية موضوع هذا الدرس الافتتاحي، مجددا التأكيد على التزام الجامعة ومؤسساتها ومعاهدها في إطار توجه المغرب نحو افريقيا.

وذكر في هذا السياق بتنظيم الجامعة لعدة ندوات ولقاءت علمية حول هذا الموضوع، آخرها الندوة العلمية الدولية الكبرى التي نظمت تحت الرعاية الملكية السامية يومي 4 و5 أبريل الماضي حول موضوع "الدبلوماسية الثقافية ورهان الوحدة الإفريقية"، والتي توجت بتأسيس اتحاد جامعات غرب إفريقيا، الذي تحتضن جامعة محمد الأول بوجدة مقره.

وأشار إلى أن رئاسة الجامعة أحدثت مركزا للدراسات والأبحاث الإفريقية، كما تطمح إلى إبرام اتفاقية شراكة وتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.

كما أشار إلى أنه من المقرر تنظيم ندوة دولية شهر مارس المقبل تحت عنوان "الهجرة في السياق الإفريقي: الواقع والتحديات".

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى