طلحة جبريل يكتب: إنتخابات وإنقلاب
طلحة جبريل
تعرف بعض الدول الأفريقية ان انتخاباتهم مزورة، لكنهم غالبا ما يلجئون الى بعض الحيل حتى لا يكون الأمر صارخا. أتذكر انتخابات رئاسية في إحدى دول غرب إفريقيا، وهو بلد من بلدان إفريقية تعرف تجربة ديموقراطية لا بأس بها. وجهت حكومة ذلك البلد لمراقبين أجانب،كنت أحدهم، لمتابعة المعركة الرئاسية الانتخابية ، لكن ماذا حدث لأولئك المراقبين .
نقل المراقبين يوم الاقتراع الى أحد مراكز التصويت المكتظة، ولاحظنا ان الأمور تسير سيرها المعتاد، وفي المساء نقلنا مجددا الى مركز آخر، لمتابعة عملية فرز الأصوات، وسارت الأمور سيرها العادي، لتفادي أي عملية تزوير أو غش في منطقة وجودنا ، بيد أن عملية التزوير سارت على قدم وساقين في جميع أنحاء البلاد. وبعد ذلك أعلنت النتائج وأتهمت المعارضة الحكومة بتزوير الانتخابات وردت الحكومة بأنها ادعاءات باطلة وتدلل على حجتها بوجود مراقبين أجانب.
أنتقل في هذه الذكريات إلى سيراليون .قلت دائما ان هذا بلد لذيذ.. بلد لذيذ جدا. ذات يوم قيل إن حكومة سيراليون أحبطت محاولة انقلابية اتهمت الرئيس السابق جوزيف مومو بالتخطيط لها.
لكن ما هي وقائع المحاولة الانقلابية.شرطة سيراليون-لاحظ الشرطة وليس الجيش- اعتقلت 17 شخصا كانوا مجتمعين في منزل يقع في ضواحي فريتاون العاصمة، الشرطة اقتحمت المنزل واعتقلت المجتمعين بعد معركة قصيرة. الحكومة قالت ان الاجتماع كان يرمي الى الإعداد لانقلاب عسكري. 17 شخصا أرادوا القيام بانقلاب.. كيف ذلك؟ سيراليون-وحدها تعرف ذلك!