الرأي

طلحة جبريل يكتب ذكريات

طلحة جبريل

يقول تعريف عن التفاؤل و التشاؤم، إن المتفائل شخص يتعلق بالأمل على حساب التجربة، إذ يقول الألم لنحاول، وتقول والتجربة كفى محاولات.
نحلم جميعاً بمجتمعات تكون سعيدة. ما زلت أعتقد أن ذلك ممكناً، فقط علينا أن نبقي جذوة الحلم مشتعلة في دواخلنا.
قبل سنوات، تبدو بعيدة الآن، لكنها ماتزال في تلافيف الذاكرة، كنا في قرى تغوص في البؤس. نبدأ خطواتنا الأولى في اكتشاف هذا العالم. كنا شغوفين بالعلم والمعرفة. مازلت أتذكر جيداً سور المدرسة الذي بني من الأسلاك الشائكة. يماثل في بؤسه “المنازل” التي تكدسنا فيها أيام الطفولة الشقية.وراء السور حجرات من جدران الطوب الأحمر والأسقف محدودبة، و أرضية أسمنتية باردة في الشتاء حارة في الصيف.
بعض الرسوم والعبارات على جدران المدرسة كتبت على عجل. مقاعد الدراسة خشبية تشكو لطوب الأرض من حالها.
كانت الشعارات تملأ الجدران. نكتب الشعارات وفي ظننا أننا سنغير العالم. لم نكن نحن الصبية الصغار نستوعب شيئا مما يجري حولنا، وكنا أيضاً نتوهم باننا نفهم كل ما يدور حولنا.
كان العالم يبدأ عند المدرسة، وينتهي عند سوق “المدينة”، على الرغم من الضنك كنا نحب مدرستنا، وذاكرتنا الطرية تستوعب ما يقال بسرعة قياسية.
و الدراسة هي متعتنا الوحيدة.كانت الآمال بلا حدود، والطموحات كبيرة، والحياة تبدو ندية رغم قسوتها.
مرت سنوات، وتفرق الصبية، كل يبحث عن مستقبله، منهم من استطاع، ومنهم من لم يستطع، وآخرون وقفوا عند منتصف الطريق.

زر الذهاب إلى الأعلى