الرأي

طلحة جبريل يكتب عن طريق القنيطرة

طلحة جبريل

زرت مدينة القنيطرة زيارة خاطفة، في الطريق إلى هناك تواردت بعض الخواطر والذكريات كان في قلبها الصديق الراحل المصور الصحافي عبداللطيف الصيباري.
في ذلك الزمان الذي قطعنا فيه هذا الطريق سوياً مرات ومرات، كان يعج بالحركة والرواج .
الآن تحولت المنطقة الى أرض أشبه باليباب. القطارات السريعة والطريق السيار ” تحالفا” ضد هذه الطريق، التي أصبحت وقفاً على شاحنات متهالكة وسيارات أجرة تجعل من جهود وزارة البيئة بلا جدوى.
الناس في هذا الطريق ليسوا سعداء لا بالقطارات السريعة ولا بإنجازات الشركة الوطنية للطرق السيارة. بعد أن تخرج من  سلا، ستلاحظ أن  غابة من الأسمنت هبطت على الجانب الأيسر من الطريق.
بنايات شيدت كيف ما أتفق. تقاطعات طرق صممها مهندس يبدو أنه كان في أسوأ حالاته المزاجية. متاهة حقيقية. حركة السير متثاقلة. كل شئ يدعم الأحساس بان عصر الرواج أضحى ذكريات.
رحت أبحث عن مكان أتناول فيه وجبة خفيفة. ثمة مقهى أمامه لافتة تقول “طواجين” لكن النادل أعتذر بانه لم يبق شئ. بعد مسافة قصيرة يوجد “سوق بوقنادل ” حيث أصطفت حوانيت الجزارين . لكن المكان لا يغري بالأكل.
لاحظت ان ” حديقة العجائب ” ما تزال في مكانها ، لكن هي الاخرى تعرضت للإهمال .
سألت ؟ ترى ما السبب ؟
أجاب أحدهم: لم يعد أحد من المسؤولين يمر من هذه الطريق.

زر الذهاب إلى الأعلى