عبد السلام الطويل يرصد الإصلاحية الإسلامية بالمغرب وأهم قضايا التجديد
الدار/ خاص
أكد الدكتور عبد السلام الطويل، رئيس تحرير مجلة الإحياء، الصادرة عن الرابطة المحمدية للعلماء أن الإصلاحية الإسلامية بالمغرب قد تبلورت، بشكل أساسي، واتضحت معالمها مع اجتهادات علال الفاسي، إلا أن أصولها تعود إلى الدور الهام الذي قام به الشيخ أبي شعيب الدكالي في تكوين نخبة من العلماء التقليديين والمنفتحين في نفس الوقت، ممن حملوا، بعد ذلك، لواء الإصلاحية الوطنية المناهضة للاستعمار والداعية للتحديث في نفس الآن”.
وأشار الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان الى أنه كان على رأس هؤلاء جميعا الشيخ محمد بن العربي العلوي الذي لم تحل تقليديته من أن يكون من أقوى المناصرين للمطالب الديمقراطية التحررية؛ إذ بفضله تحولت السلفية في المغرب “من سلفية تقليدية وهابية الطابع، إلى سلفية وطنية مناضلة كونت الجيل الأول من رجال الحركة الوطنية المغربية وقدمت لهم الأساس الفكري العربي الإسلامي لتشييد تطلعاتهم النهضوية التحديثية ومواقفهم السياسية النضالية”.
وأضاف الدكتور عبادي السلام الطويل في مقال بحثي منشور بالبوابة الالكترونية للرابطة المحمدية للعلماء، أن “هذا البعد الوطني للإصلاحية الوطنية يبرز من خلال تأكيد محمد بن الحسن الوزاني أن هذه الأخيرة “لم تكن وقفا على واحد دون آخر ولا في مكان دون سواه. لم تكن محتكرة في يد العناصر الدينية دون غيرها، فضلا عن أنها لم تكن لها زعامة تتمثل في أي شخص بأية جهة من البلاد”، مشيرا الى أن الأدبيات ذات الصلة، تسجل أن الإصلاحية الوطنية قد تجاوزت معظم “مثالب” الإصلاحية النهضوية بالمشرق، حيث تلقى المغاربة التيارات الفكرية النهضوية على اختلافها وتباينها كتيارات مبشرة بالنهضة والإصلاح والتقدم والتحرر”.
الأمر الذي جعل أفكارها، يردف الدكتور عبد السلام الطويل، بغض النظر عن تباينها، تعيش علاقات سلمية جديدة بالمغرب علاقات تزاوج واندماج، لا ترى بمقتضاها الإصلاحية الوطنية من تناقض بين “الإصلاح الديني ونشر التربية والتعليم، وبين إقرار الحريات الديمقراطية والحياة النيابية الدستورية والأخذ بقيم الحداثة ووسائل التحديث من جهة ولا بين الوطنية الإقليمية، وبين الفكرة القومية العربية والجامعة الإسلامية من جهة أخرى”.
وبعد استعراضه للإصلاحية الاسلامية واشكالية النهضة، ومكانة الحرية والديمقراطية في المشروع الاصلاحي لعلال الفاسي، خلص مدير تحرير مجلة “الاحياء” إلى أن هذا المستوى من مقاربة “الإصلاحية الإسلامية بالمغرب وأهم قضايا التجديد”، بالإمكان أن نسجل مدى التميز و الأصالة والعمق النظري الذي تميزت به اجتهادات المرحوم علال الفاسي، التي تجاوزت في جدتها ورصانتها الكثير مما يتم إنتاجه في اللحظة الراهنة في دائرة الفكر الإسلامي المعاصر”، مبرزا أن هذه الأهمية لفكر علال الفاسي بدون شك ستزداد وتتأكد كلما ترسخ لدينا الوعي بتاريخية إنتاجه، وشروط هذا الإنتاج على امتداد أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، بينما كان المغرب لا زال خاضعا لنير الاستعمار الذي عطل مسيرة تطوره الحضاري الطبيعية”.