مستثمرون من مغاربة العالم: عراقيل إدارية تهدد مشاريعنا بالمغرب

الدار/ أحمد البوحساني
في لقاء تواصلي احتضنته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة، بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، أطلق مستثمرون مغاربة مقيمون بالخارج صرخة استغاثة بسبب ما وصفوه بـ”العراقيل البيروقراطية” التي تعيق مشاريعهم الاستثمارية بالمغرب، مطالبين بإصلاحات عاجلة وتسهيلات ملموسة.
اللقاء الذي نظم تحت شعار “الاستثمار في الجهة: آفاق وتنمية”، ترأسه رئيس الغرفة حسن صاخي، بحضور رئيس نادي المستثمرين المغاربة بالخارج بوشعيب رامي، وعدد من المستثمرين وممثلي مؤسسات اقتصادية. وقد شكل فرصة لتشخيص واقع استثمارات الجالية، التي تعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، ولتسليط الضوء على أبرز التحديات التي تحد من مساهمتهم في التنمية.
بوشعيب رامي شدد على ضرورة إحداث لجنة مستقلة ومحايدة لدراسة أسباب رفض المشاريع الاستثمارية، على أن تضم خبراء مختصين قادرين على تحديد مكامن الخلل أو التلاعبات التي تؤدي إلى تعثر المشاريع. كما طالب بمنح استثمارات الجالية امتيازات خاصة ورعاية مباشرة من جلالة الملك لتعزيز الثقة وتشجيعهم على الاستمرار.
وانتقد رامي بشدة تعامل بعض البنوك مع مستثمري المهجر، خاصة ما يتعلق بالتحقيق في مصادر الأموال، معتبرا أن هذا الإجراء من اختصاص السلطات القضائية والأمنية، وليس المؤسسات البنكية، داعيا إلى تسهيل المعاملات المالية بدل تعقيدها.
عدد من المتدخلين عبّروا عن استيائهم من الفجوة بين الخطاب الرسمي الداعي لجذب استثمارات الجالية، والواقع الذي يواجههم بمساطر معقدة تؤدي في كثير من الأحيان إلى تعطيل أو إلغاء المشاريع، حتى بعد توفير التمويل اللازم. وقال أحد المستثمرين بلهجة حادة: “المشاكل الإدارية لا تُحل داخل المغرب، ومن أراد الحل عليه الذهاب إلى لاهاي”، في إشارة إلى بطء وتعقيد المساطر القضائية.
كما وجه المشاركون انتقادات لشركة الخطوط الملكية المغربية بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر، معتبرين أن تكاليف الرحلات تستنزف جزءا من مدخرات الجالية وتؤثر على قدرتهم على تمويل مشاريعهم.
واختتم اللقاء بدعوة جماعية إلى ضرورة الانتقال من الوعود والشعارات إلى إجراءات عملية، معتبرين أن دعم الجالية المغربية بالخارج هو دعم مباشر للتنمية الوطنية، وأن استمرار العراقيل الحالية يهدد بإحباط واحدة من أهم الطاقات الاقتصادية للمغرب.