الرأي

سقوط مُدوٍّ لجنرالات الجزائر في مباراة التلقيح

بقلم : نورالدين زاوش *

لو كان في النظام الجزائري رجل رشيد لنصح العسكر بإقامة مناوراته العسكرية الأخيرة بالذخيرة المزيفة، وبتوفير الفرق بين ثمنها وثمن الذخيرة الحية اقتنى لقاحا حقيقيا لشعبه الذي يعاني استشراء الوباء وقلة أنابيب الأوكسجين، بدل القيام بحملة إعلامية مزيفة تدّعي تلقيح المواطنين بلقاح كوفيد 19، وهو ليس في الحقيقة سوى لقاح الإنفلونزا الموسمية الذي لم تستطع وزارة الصحة تسويقه السنة الفارطة، هذا ما شهد به شاهد من أهلها، حيث أكده دكتور بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية بالجزائر وباحث في علم الفيروسات وأحد المطلعين على ملف استيراد لقاح كورونا، حسب ما نشرته جريدة الجزائر الإلكترونية على موقعها بتاريخ 31 يناير 2021م.

الخطير في الأمر أن لقاح الإنفلونزا لا يكون صالحا إلا في الفترة الممتدة من منتصف شهر أكتوبر حتى منتصف شهر دجنبر؛ وأنَّ أي تلقيح خارج هذه الآجال له آثار وخيمة على الملَقَّحين كما من شأنه أنْ يُضْعف جهاز مناعتهم في وقتٍ هم في أمس الحاجة إلى تنشيطه وتقويته؛ مما يدل على أن النظام الجزائري ليس فقط عاجزا عن الوقوف بجانب مواطنيه ضد الوباء في هذا الوقت العصيب؛ بل هو أيضا قادر على أن يقف بجانب الوباء ضد مواطنيه.

إن مشهد المغاربة وهم يقفون فرحين مستبشرين في طوابير لتلقي حقن لقاح غير مزيفة، لا يقابله في الضفة الأخرى إلا طوابير الجزائريين الذين ينتظرون “الكوطا” المخصصة لهم من الخبز والحليب ووجوههم مكفهرة من نظامهم الذي جعلهم أضحوكة أمام مرأى ومسمع من العالم؛ يكفي أن تطل سريعا على القنوات الأجنبية وهي تسخر من اللعنة التي تصيب رؤساءهم الواحد تلو الآخر، لتتأكد من أن الشعب الجزائري العظيم ليس له خيار سوى التخلص من هذا النظام البغيض الذي هلك الحرث والنسل.

بعد بدء عملية التلقيح بالمغرب والتي شملت قرابة نصف مليون مواطن في غضون خمسة أيام، ليس بعيدا أن تعمد الحكومة الجزائرية، من باب وأد الفتنة والدفاع عن الأمن القومي، إلى سن قانون يجرم مشاهدة الأخبار على القنوات المغربية، حيث إن مشاهد تلقي المغاربة للقاحات المعتمدة من لدن منظمة الصحة العالمية في غاية الرعب والفظاعة، وقلوب الجنرالات الرحيمة لا تتحمل كل تلك القسوة، خصوصا وأن أغلب هذه القيادات قد بلغت أرذل العمر.

أسوأ ما في النظام الجزائري ليس أنه جعل البوليساريو على رأس أولوياته بل جعله كل أولوياته، مضحيا بصحة مواطنيه وأمنهم وزاهدا في حاجياتهم ومتطلباتهم، فلا ينام إلا على موضوع الصحراء كالأبله ولا يصحو إلا عليه كالمخبول؛ مما يؤشر على أنه ليس نظاما ولا جزائريا، بل هو فوضى أجنبية خلقتها أيادي صهيونية من أجل تفتيت عضد الأمة وتشتيت جهودها؛ وما زال هذا النظام البائد يأتينا بأعاجيب الأحاديث والأقوال وشذوذ التصرفات والأفعال، وما زال شعبه يعاني الأمَرَّيْن تحت وطأته، حتى يذهب الله تعالى به ويأتي بنظام يحترم شعبه ويُقَدِّر جيرانه، وليس ذلك على الله ببعيد.

* عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

زر الذهاب إلى الأعلى