صحة

“التصلب الضموري” مرض يهدد لاعبي كرة القدم بعد الاعتزال

كشف باحثون إيطاليون أن لاعبي كرة القدم المحترفين، أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري "ALS"، مقارنة بغيرهم من الأشخاص العاديين.

ورغم عجز الباحثين عن التوصل لسبب إصابة لاعب كرة القدم بالتحديد بهذا المرض، إلا أن الإحصائيات التي رصدتها الدراسة تشير إلى أن معدل حدوث الإصابة بين اللاعبين مقارنة بعموم الناس حوالي "1.7 ضعف"، كما أنهم يصابوا به قبل الآخرين بنحو 20 عاماً.

وفي حين أظهرت الكثير من الأبحاث الحديثة أن ممارسة كرة القدم الأمريكية مسؤولة عن الإصابة بعدة أمراض، من بينها التصلب الجانبي الضموري "ALS"، إلا أن الجديد في هذه الدراسة التي يتم عرضها في مايو/آيار المقبل، بالاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية للأعصاب، أن الأمر يشمل أيضاً كرة القدم المتعارف عليها في أغلب بلدان العالم.

وكانت رئيسة الفريق البحثي الدكتورة إيتوري بيجي، من معهد ماريو نيجري للبحوث الدوائية في إيطاليا، قد لاحظت وفاة بعض لاعبي كرة القدم المحترفين الإيطاليين نتيجة إصابتهم بهذا المرض، فأثار ذلك تساؤلاً عما إذا كان هذا مجرد مصادفة عشوائية أم أمثلة لمشكلة أوسع.

وللإجابة عن هذا السؤال، فحصت الدكتورة بيجي سجلات 50 ألف لاعب من الدوري الإيطالي للمحترفين بين عامي 1959 و2000، حيث تتضمن تلك السجلات معلومات ليس فقط عن الأندية التي لعبوا لها، ولكن أيضاً تاريخ الميلاد، وهو الأكثر فائدة من الناحية الطبية.

وقامت الباحثة وزملاؤها بتقصي التقارير الإخبارية لمعرفة ما حدث للاعبين بعد تقاعدهم، ووجدت 33 حالة حدث لها تطور للمرض، وهو رقم ترجح أنه لا يعكس الحجم الحقيقي للمشكلة.

وتقول بيجي، في تقرير نشره موقع " iflscience" يوم 28 فبراير: "بما أن التقارير الإخبارية تتحدث عن مشاهير اللاعبين، فإن هناك العديد من اللاعبين الأقل شهرة من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا، وبالتالي فإن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، ولكن حتى مع وجود 33 تشخيصاً، فإن هذا يمثل 3.2 حالة من حالات الإصابة بمرض تصلب العضلات الضموري لكل 100 ألف شخص سنويًا من بين السكان الإيطاليين، وبشكل عام يصبح معدل الإصابة 1.7".

وتثق بيجي بأن الأعداد أكبر بكثير من تلك التي نجحت في توثيقها، ولكن المثير في رأيها أكثر من الأرقام هو سن الإصابة. 

ووفقاً لتاريخ ميلاد كل لاعب من واقع السجلات التي اطلعت عليها، فإن متوسط عمر إصابتهم بالمرض كان في سن 43 عاماً، بينما هاجم المرض أغلب المصابين به عند سن 63 عاماً.

وعن السبب المتوقع للمعاناة المبكرة للاعبين السابقين مع المرض، تقول بيجي: "قد يكون السبب هو تلقي ضربات مؤلمة على الرأس بشكل متكرر، وممارسة الرياضة البدنية المكثفة".

ولا تكفي هذه الدلائل الإحصائية التي رصدتها الدراسة للخروج بنتيجة مؤكدة عن وجود علاقة بين لعب الكرة والإصابة بالمرض، كما يؤكد الدكتور نادر عبدالمجيد، استشاري الأمراض العصبية بوزارة الصحة المصرية.

ويقول الدكتور عبدالمجيد في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "ينبغي إجراء دراسات أخرى تشمل عينة أكبر، كما يجب أن تشير الدراسة على وجه التحديد إلى ما الذي يحدث أثناء ممارسة رياضة كرة القدم ويسبب الإصابة".

ويصيب هذا المرض الجهاز العصبي، ويتسبب في تلف خلايا الأعصاب ويؤدي إلى الإعاقة.

ويبدأ هذا المرض بارتعاش العضلات وضعف الأطراف أو تداخل الكلام، وفي النهاية، يؤثر على التحكم في العضلات اللازمة للحركة والكلام والأكل والتنفس، ولا يوجد علاج له، وفي النهاية يكون المرض مميتاً.

ويُطلَق عليه "مرض لو جيهريج"، على اسم لاعب بيسبول شهير شخص الأطباء إصابته به، ويُعد العالم الشهير الراحل ستيفن هوكينج من أشهر من أصيبوا به، عندما كان عمره 21 عاماً.

المصدر: الدار – وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى