فن وثقافة

عميد المترجمين المغاربة يشرّح أوضاع الترجمة بالمغرب

الدار/ المحجوب داسع

في إطار برنامج "الأطفال الراود"، وترسيخا لفعل القراءة لدى الناشئة واليافعين، ومدا لجسور التواصل بين الأجيال، نظمت وحدة "الفطرة" التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، أخيرا، بمقر الرابطة بالرباط، لقاء علميا مع الأستاذ عبد الله العميد، أحد أبرز المترجمين المغاربة.

وتطرق عبد الله العميد خلال هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار "الترجمة: جسر للتعارف الإنساني"، لـ"أوضاع الترجمة في المغرب" من خلال كتابه الموسوم بذات العنوان.

ونظم اللقاء على شكل أسئلة وجهها الأطفال "الرواد" بوحدة الفطرة، للسيد عبد الله العميد، الذي أكد على أهمية الترجمة في نهضة وتقدم الأمم باعتبارها جسرا للتعارف والتواصل بين الأمم، مشيرا الى أن "الترجمة كما قد يفهم لا تقتصر فقط على ترجمة الوثائق الإدارية، من عقود زواج وطلاق… بل تشمل أنماط أخرى.

وأشار الأستاذ المحاضر إلى نظرية "المغزى والسياق"، التي يتعين على حد قوله، استحضارها عند القيام بفعل الترجمة، من خلال استيعاب المقصود بالكلام من اللغة الأصلية، والابتعاد عن الترجمة الحرفية الشكلية، لكن دون الاخلال بمضمون اللغة الأصلية، وهو ما أسماه المتحدث بـ"منهجية الأمانة المزدوجة"، أي أمانة النقل من اللغة الأصلية دون تحوير لمغزى الكلام.

واعتبر المترجم السابق بهيئة الأمم المتحدة بنيويورك، أن "مستقبل الترجمة يرتبط بـ"الذكاء الاصطناعي"، إذ سيصير فعل الترجمة في المستقبل "آليا" مستعيضا عن الانسان"، مشددا على ضرورة الممارسة اليومية للترجمة للتمكن من آلياتها، و كفاياتها.

ودعا عبد الله العميد الى إيلاء الاهتمام اللازم للترجمة في المغرب، وذلك من خلال انشاء مؤسسة تضم مرصد يعنى برصد أعمال الترجمة، والمترجمين، وكذا أنشطة الترجمة المختلفة، منتديات الترجمة، و بيبليوغرافيا الترجمة، أي "بنك وقاعدة معطيات" يتم الاعتماد عليها واستثمارها في برامج وأنشطة الترجمة المختلفة"، وذلك على غرار ما هو معمول به في مصر، التي تتوفر مثلا على "المركز القومي للترجمة" في القاهرة، مشددا على ضرورة إقرار خطة وطنية للترجمة بالمغرب".

وكشف الأستاذ المحاضر أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة حول كتاب "موجز تاريخ الترجمة المغربية"، سيصدر قبل متم السنة الجارية، من 150 صفحة، منوها بأهمية تنظيم هذا اللقاء رفقة أطفال وحدة "الفطرة" للناشئة باعتبارهم نبراس هذا الوطن، وشعلة المستقبل.

وتخلل هذا اللقاء تنظيم مسابقة ثقافية للأطفال الحاضرين، نال خلالها الفائزون شرف الحصول على كتاب الأستاذ عبد الله العميد "أوضاع الترجمة في المغرب"، مشفوعا بتوقيعه الشخصي، كما قدمت للأستاذ المحاضر مجموعة من الكتاب التي عملت الرابطة المحمدية للعلماء عبر مراكزها البحثية على ترجمتها.

ويشمل كتاب "أوضاع الترجمة في المغرب"، مجمل ممارسات الترجمة وما يرافقها من أنشطة. وهو عبارة عن  تقرير مر إعداده بمراحل بدأت بأوائل ثمانينيات القرن الماضي وانتهت بأواخر عام 2012. 

ويقدم الأستاذ عبد الله العميد من خلال هذا الكتاب، للقارئ (والباحث بوجه أخص) فكرة غير مسبوقة عما يسميه "الحلقات الأربع" التي تتألف منها حركة الترجمة، وهي حلقات التعليم، والممارسة، والدراسة، والتنظيم، كما يحتوي الكتاب على بيانات إحصائية نادرة وكاملة: من قبيل، أعداد المتخرجين من مدرسة طنجة منذ أول فوج وإلى سنة صدور الكتاب (2012)؛ جدول جميع كتب دراسات الترجمة الصادرة في المغرب (أربعون كتابا في غضون الفترة 1990-2012)، إضافة إلى جميع المؤتمرات والندوات التي عقدت في موضوع الترجمة بالمغرب (أكثر من ستين: 1984-2012)؛ وغير ذلك من البيانات الدقيقة.

وينتمي الأستاذ عبد الله العميد، لجيل الستينيات من المترجمين المهنيين في المغرب، وكان أول مرشح ينجح في امتحانات الأمم المتحدة عام 1978 في المغرب، والناجح الوحيد من المغرب في امتحان اليونسكو (1980(، كما كان له نشاط مبكر في مجال تنظيم مهنة المترجمين، إذ كان أول رئيس مؤسس لأول جمعية مهنية في هذا المضمار، وهي الجمعية المغربية لتراجمة ومترجمي المؤتمرات (1982).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى