أخبار الدار

انتخابات المستشارين.. بين عزلة البيجيدي وهشاشة التحالف الحكومي

الرباط: مريم بوتوراوت
 
أعادت انتخابات رئيس مجلس المستشارين، والتي جرت أطوارها يوم أمس الاثنين، إلى السطح خلافات الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي، والتي لم تمنح أصواتها لمرشح الحزب الذي يقود الحكومة، وفضلت التصويت على الأمين العام لحزب في المعارضة.
 
ولم يحز نبيل شيخي، مرشح "البيجيدي"، سوى على 19 صوتا من أصل 91 صوتا المعبر عنها خلال الاقتراع، ما يعني أنه لم يحز سوى 15 صوتا من فريق المصباح، صوتين من مستشاري حزب التقدم والاشتراكية، وصوتين فقط من الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي، بحكم مقاطعة كل من الفريق الاستقلالي ونقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل للانتخابات، والمواقف الواضحة لباقي مكونات المجلس حيال ولاية ثانية لحكيم بنشماش.
 
ويرى محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم الية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان في تصريحات ل"الدار" أن "الحديث عن الأغلبية يطرح سؤالا عن أي أغلبية نتحدث عنها، هذه ليست أغلبية، هذه مجموعة أحزاب جمعت العدد لتشكيل الحكومة، اذن الهاجس الذي يتحكم في العلاقة بين الأحزاب الستة هو هاجس العدد"، ما يعني أنه "منذ البداية لم يكن هناك أي قاسم مشترك بين مكونات الأغلبية ما عدا ما بين البيجيدي وحزب التقدم والاشتراكية، والذي بنى عبد الاله بنكيران ما يسمى بتحالف استراتيجي بين الحزبين".
 
وتابع المتحدث "الأغلبية واضحة في مواقفها منذ البداية، أنها لن تتحالف مع البيجيدي ولن يكون لها مشاريع مشتركة معه، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مؤخرا بوضوح بالقول بأن ما يجمع بين هذه الأحزاب هو البرنامج الحكومي"، ما يعني أن "التصويت له دلالة تحدد طبيعة الاصطفافات السياسية في المغرب، المتمثلة في كون ان حزب العدالة والتنمية هو حزب يشتغل بشكل معزول عن باقي مكونات الأغلبية ما عدا حزب التقدم والاشتراكية".
 
وأبرز المتحدث أن وضوح مواقف الأحزاب المكونة للأغلبية لم يبدأ فقط عند محطة انتخاب رئيس مجلس المستشارين، "فتموقعها واضح منذ المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة، فلايعقل أن يكون حزب يطمح لترؤس الحكونة كحزب التقدم الوطني للأحرار أن يكون تابعا لحزب العدالة والتنمية، فهو يطرح نفسه كمنافس لقيادة العمل الحكومي".
 
واعتبر الأستاذ الجامعي أن حزب التجمع الوطني للأحرار "اشتغل بشكل ذكي عندما قام بالتفاوض لتشكيل الحكومة، أولا بإحراج البيجيدي ثم أنه له أفضال على الأحزاب الأخرى المشكلة للتحالف وخاصة حزب الاتحاد الاشتراكي، بإصراره على ادخاله إلى التحالف بالرغم من معارضة البيجيدي". 
 
العباس الوردي، استاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، شدد على أن "انتخابات مجلس المستشارين أبانت عن شرخ واضح في صفوف الاغلبية، اعتبارا لأت الأغلبية لم تصوت على مرشح غير متوافق عليه أصلا"، تبعا لذلك، يرى الأستاذ الجامعي أن 
"صفوف الاغلبية بدأت في الانهيار في ما يتعلق بالتنسيق، والذي يشدد عليه ميثاق الأغلبية، والذي يعتبر خارطة كريق تفاعل بين مكوناتها".
 
وأبرز المتحدث أن عدد الاصوات التي حصل عليها بنشماش "تطرح علامات استفهام كبيرة خصوصا بعد انسحاب الاستقلال والكونفدرالية الديمقراطية للشغل من التصويت"، ما يعني عدم تصويت مكونات الأغلبية على الحزب الذي يقودها "ويفتح الباب على مصراعيه امام المجهول، خاصة في ما يتعلق بترتيب أولويات الأغلبية الحكومية لما تبقى من الولاية التشريعية".
 
كما يرى الوردي أنه "من الناحية الاخلاقية احزاب الاغلبية ارتكبت خطأ جسيما في ما يتعلق بالتنسيق، لا اقول حزب العدالة والتنمية فقط، بل الأحزاب مجتمعة، أنها لم تنبه بعضها البعض في هذا الملف"، وفق تعبير الأستاذ الحامعي الذي أضاف "وهذا الشرخ سينعكس لا محالة على الانتخابات التشريعية، بسبب عدم انسحامها والتصريحات المتبادلة والتي تصدر بين الفينة والأخرى"، يقول المتحدث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى