المواطن

قصة مسيحي مغربي.. كتب حرف “ن” على واجهة بيته

 

الدار/ سعيد المرابط

 

في صباح يوم 9 من أكتوبر الحالي، اكتشف ’’رشيد سوس‘‘ أن شخصا ما؛ قد رسم على واجهة بيته، حرن النون، بالبنط العريض، في إشارة واضحة بتلك العلامة، أنهم يشيرون إليه علناً كمسيحي.

يقول رشيد، لموقع ‘‘بروتستانت ديجيتال’’: ’’في ذلك الوقت، تكلم الرب معي بالكلمات التي وجدت في يوحنا 16، "سيكون لديك ضيق، لكنك ستتغلب، وسوف يكون قلبك مليئاً بوجودي"‘‘، مضيفاَ، ’’لم يكن لدي أي خوف، لكنني شعرت بالفخر‘‘.

رحل رشيد سوس عن منزله، تحت ضغط الجيران، كما يقول لذات الموقع المسيحي، من منزله الجديد: ’’كان علينا أن نتحرك، كان من الصعب على الجيران تحمل الضغط، طلبوا منا مغادرة الحي وهذا ما فعلنا، وذلك أساسا لأنه لم يكن بإمكاننا أن نجتمع في كنيسة‘‘. والآن قام بتركيب كاميرات لحماية عائلته وإخوته، بمسكنه الجديد، كما أفاد المصدر.

رشيد الشاب المسيحي، متزوج وأب لخمسة أطفال، نشر على حسابه فيسبوك: ’’لقد وجدوا رشيد!‘‘، تحت صورة واجهة البيت، واصفاَ معنى الرسالة ’’نون‘‘، التي أصبحت رمزًا للمسيحيين في العراق والعالم، بعد أن تم استخدامها لتمييز منازل المسيحيين في محافظة نينوى، كتهديد بالقتل عدة مرات.

من جهته يرى رشيد؛ الأمر بشكل مختلف: ’’هذا يعطي شرفًا عظيمًا لنا، لأنه وصف رائع يتضمن مبادئ أمير السلام… مخلصنا يسوع المسيح، إنها علامة على الحب والأمل في أن يعرف العالم من هم المسيحيون، أتباع يسوع الناصري‘‘.

يواجه رشيد مشاكل متعددة، بسبب الدين، ويكشف في حديثه: ’’لقد واجهتنا مشاكل مع معلم أولادي وكذلك مع الجيران، وأتلقى العديد من رسائل التهديد على الهاتف وعلى الشبكات الاجتماعية‘‘. مضيفاَ في ذات السياق، ’’لم أبلغ أبداً إلى الشرطة عن هذه الأمور‘‘.

وعن حرية المعتقد في المغرب، يقول رشيد: ’’ نحن  المسيحيون، ما زلنا نطالب بحقوقنا. خلال السنوات الثلاث الماضية، قمنا بعدة تحركات، مثل كتابة الرسائل إلى السلطات، وتقديم طلبات بنقاط محددة، لكننا لا نملك حتى الآن أية إجابة‘‘.

يؤكد رشيد سوس في حديثه، أن السلطات لا تقمع حرية المعتقد، موضحاَ أن المشكل في المجتمع: ’’ لا نواجه مشاكل أمنية مع السلطات ولكن مع المجتمع، لا توجد اعتقالات أو تحقيقات، لكن جيراننا يرفضوننا ويرفضون التعايش معنا‘‘، مضيفاّ ‘‘لقد واجهت الكثير من العقبات في عملي، وتم طردني أكثر من مرة، إنه شيء صعب، خاصة وأنني رب للأسرة‘‘.

يأمل رشيد أن يتقدم المغرب خطوات إلى الأمام في الحرية الدينية: ’’أحب المغرب وملكي محمد السادس، أمنيتي هي أن يكون المغرب دولة علمانية يعيش فيها الناس في سلام، يحبون أو يرفضون بعيداَ عن العنصرية والتمييز.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى