مؤسسات دينية: مدرسة العلوم الإسلامية بالدار البيضاء
الدار/ المحجوب داسع
مع انطلاق إعادة هيكلة الحقل الديني في المملكة عقب الأحداث الإرهابية التي هزت الدار البيضاء، تمت هيكلة عدد من المؤسسات الدينية، وتحيين اختصاصاتها مع ما تستوجبه رهانات المرحلة، علاوة على إنشاء أخرى.
وتتوزع هذه المؤسسات كما سنرى، بين المنوط بها مهمة الإفتاء، وترشيد المواطنين في أمورهم الدينية، وبين التي يتمثل دورها في التدبير الإداري. إلى جانب ذلك تعمل أخرى في الجانب المتصل بتكوين العلماء، وتأهيلهم، وتنشيط البحث الأكاديمي في العلوم الإسلامية.
والملاحظ أن مصطلح "التجربة المغربية في تدبير المجال الديني"، غالبا ما يرتبط بهذه المؤسسات الدينية، التي وان كانت مهامها واختصاصاتها تختلف من مؤسسة إلى أخرى، إلا أنها تصب في منبع واحد، تحت مظلة مؤسسة إمارة المؤمنين.
وسنحاول من خلال هذه السلسلة الرمضانية، تقديم خريطة المؤسسات الفاعلة في الحقل الديني في المملكة، واختصاصاتها وهيكلتها، وكذا بعض الانتقادات التي توجها اليها، على أمل أن تتوضح هذه "الخريطة" في أذهان القراء وعامة المواطنين.
توقفنا في الحلقات الماضية مع مؤسسات فاعلة في الحقل الديني، وهي وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، المجلس العلمي الأعلى، المجالس العلمية المحلية، الرابطة المحمدية للعلماء، دار الحديث الحسنية، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، المجلس الأعلى لمراقبة مالية الأوقاف العامة،مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين" الدينيين.
مدرسة العلوم الإسلامية:
في عام 1988 قرر الملك الراحل الحسن الثاني، تأسيس المدرسة القرآنية الملحقة يومئذ بمسجد الحسن الثاني بعد تأسيسه و ذالك من أجل تحقيق أهداف سامية تتجلى في:
-النهوض بالأمة المغربية فكريا و علميا و تربويا
-تحصين فئات واسعة من المجتمع بمعرفة شرعية رصينة
-فتح آفاق أمام حملة كتاب الله تعالى لتعميم دراستهم
– تخريج كفاءات مؤهلة علميا و تربويا للقيام بمسؤوليتها في التوعية و البناء الحضاري
في أواخر سنة 1994م أعلنت وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية عن تنظيم مباراة لاختيار الطلبة الأربعين الأولين ليتابعوا دراستهم في المؤسسة. ويوم الثلاثاء 18 فبراير1995م الموافق ل 18 رمضان 1415 ه التحق أول فوج يتكون من أربعين طالبا بهذه المؤسسة يمثلون جميع جهات المملكة، لتنطلق الدراسة يوم السبت 09 شوال 1415 موافق 11 مارس 1995
وتمت إعادة تنظيم المدرسة القرآنية التابعة لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وتسميتها بـ"مدرسة العلوم الإسلامية" محل تسمية "المدرسة القرآنية للتعليم النهائي العتيق" بموجب الظهير الشريف رقم 1.16.159 الصادر في 12 من ذي الحجة 1437 الموافق لـ 14 سبتمبر 2016.
يعهد إلى مدرسة العلوم الإسلامية التي تعتبر مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي تابعة لجامعة القرويين، بمهمة التكوين في مجال العلوم الشرعية والفكر الإسلامي وعلم الأديان وتاريخها، إلى جانب الاستمرار في تلقين التعليم العتيق في طوره النهائي.
يدير مدرسة العلوم الإسلامية السيد النجيم مصطفى.
تناط بالمدرسة المهام التالية:
التكوين في مجال العلوم الشرعية وعلوم الأديان وتاريخها وعلوم اللغة العربية واللغات الأخرى؛
تمكين الطلبة من المؤهلات العلمية المعرفية لجعلهم قادرين على المساهمة في تطوير العلوم الإسلامية وبعث الثقافة الإسلامية؛
المساهمة في تطوير العلوم الإسلامية وبعث الثقافة الإسلامية؛
المساهمة في تنكية البحث العلمي وتطويره في مجال العلوم الشرعية؛
تنظيم دورات للتكوين المستمر في مجال اختصاصاتها؛
المساهمة في تنشيط الحياة العلمية والفكرية عن طريق تنظيم أيام دراسية وندوات ولقاءات علمية؛
العمل على نشر الدراسات والأبحاث المنجزة في المجالات التي تندرج ضمن اهتمامها؛
تقديم استشارات وإنجاز خبرات في مجال اختصاصاتها بناء على طلب.