الرياضة

أحمد أحمد صديق المغرب أمام نيران جنود الحرس القديم

الرباط/ صلاح الكومري

اتهامات عديدة باتت تحيط بالملغاشي بأحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقي "كاف"، نزلت عليه في الفترة الأخيرة مدرارا، من بينها "سوء التدبير"، لا أحد يعلم إن كانت صحيحة فعلا، أو دبرت له من معارضين منافقين، لكن أغلب الظن أن الرجل، ومنذ صعوده المفاجئ رئيسا للاتحاد الافريقي، في 16 مارس 2017، لم يرق للكثيرين من جنود "الحرس القديم".

يلقب بـ"صديق المغرب"، هادئ، قصير القامة، نظراته باردة، وأعصابه من حديد، وحديثه "الفرنسي" متثاقل، كأن الكلمات تزدحم في فكره، محاولة الخروج، واحدة تلوى الأخرى، لتكون جمل تبلغ الرسالة في الصميم، لا غرابة في ذلك، فالرجل ابن منطقة "ماهاجانجا"، حيث رأى النور في 30 دجنبر 1959، وسط بيئة محافظة، تعيش من صيد الأسماك، وتحرص على تنشئة أبنائها على الطريق السليم.

قبل صعوده رئيسا للاتحاد الأفريقي، شكك كثيرون في قدرته على الإطاحة بالكاميروني عيسى حياتيو، شككوا في قدراته، بل سخروا منه، كيف لهذا الغريب، الصامت، الذي يتحاشى الخوض في لغو المسؤولين الكبار، ويفضل الانزواء بعيدا عنهم في هدوء، أن يطيح بشيخ رؤساء الاتحادات الرياضية، كيف له أن يزيحه من كرسي يجلس عليه لأزيد من ربع قرن (30 سنة)، كانوا ينظرون إليه بعين الازدراء في اجتماعاتهم غير الرسمية، وهم يمسكون بأكواب الشاي المعتق ويدخنون السيجار الكوبي الأصيل.

حرص أحمد أحمد على جمع أصوات بعض رؤساء الاتحادات كانت معارضة لحياتو، سألوه أولا، من أين لك بهذه الجرأة في مواجهة هذا المعمر في كرسيه منذ 30 سنة، فرد عليهم قائلا: "تموت الأفاعي من سم العارب"، فأدركوا، وقتها، أن الرجل، وقد كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ في بلاده، داهية، له عين ثاقبة، فمنحوه أصواتهم في انتخابات أجريت في العاصمة الاثيوبية "أديس أبابا"، حيث استيقظ العالم على مفاجأة من العيار الثقيل.. أحمد أحمد يسقط حياتو بالضربة القاضية.

حين صعد إلى منبر الرئاسة، خاطب معشر "الساحرة المستديرة السمراء" قائلا: "سنبدأ عهدا جديدا، يقطع مع ممارسات الماضي، منذ اليوم، سنحارب الفساد في جميع بؤره، وسنتقلعه من جذوره"، وأضاف: "إذا كنتم قد صوتتم لي من أجل الإصلاحات، فليس هناك مجال للتفكير، يجب أن ننطلق من الآن".

وهو على وشك نهاية خطابه، نظر إليه جنود "الحرس القديم"، من كانوا يدينون بالولاء الأعمى لعيسى حياتو، بعين الريبة والتوجس، وحين انهى خطابه تحت تصفيقات المئات من المسؤولين الأفارقة، نظروا إلى بعضهم البعض شاردين متسائلين، كأنهم يقولون لبعضهم البعض الآن بدأت معركتنا النضالية ضد الإصلاح.

منذ صعوده رئيسا، مال أحمد أحمد إلى المغرب كثيرا، وما فتئ ينوه بسياسة المملكة في تطوير الممارسة الرياضية على الصعيد القاري، والتطور الكبير في البنية التحتية، وقال، في أكثر من مناسبة: "خذوا العبرة من المغرب"، بل إنه كان يفكر في نقل مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم من العاصمة المصرية القاهرة، إلى العاصمة الرباط، فارتفعت درجة حقد فصيل النظام القديم عليه، فبدأوا يخططون لإسقاطه، يضعون له الفخاخ هنا وهناك، وينتظرون في أوكارهم متربصين للانقضاض على جثته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى