الرياضة

على طريقة حمد الله.. “أسود” تمردوا ورفضوا الانصياع

الرباط/ صلاح الكومري

أعاد الخلاف الأخير في المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بين اللاعبين عبد الرزاق حمد الله وفيصل فجر، إلى الأذهان، خلافات سابقة حدثت في غرف تغيير ملابس "الأسود"، بسبب اختلافات في التوجهات والرؤى "التكتيكية"، أو بسبب الرغبة في فرض الذات والشعور بالدونية، وعدم تقبل الاختيارات التقنية.

موقع "الدار" يستعرض، حالات سابقة لتمرد لاعبي المنتخب الوطني المغربي على قرارات مدربيهم، بسبب رغبتهم في إثبات ذاتهم بالقميص الوطني، وتأثير ذلك على العناصر الوطنية.

 

الزاكي والنيبت

لم يتقبل نور الدين النيبت، عميد المنتخب الوطني المغربي، سابقا، استبعاده من طرف الناخب الوطني الزاكي بادو، في مباراة أمام المنتخب الكيني، في العاصمة نيروبي، برسم تصفيات نهائيات كأس العالم "مونديال 2006"، فقرر الاعتزال دوليا.

تحول استبعاد الزاكي للنيبت لخلاف عميق بين الطرفين، وكان محور حديث الرأي العام صباحا ومساء، وتطلب تدخل الجنرال حسني بنسليمان، رئيس جامعة الكرة، حينذاك، شخصيا، من أجل إخماده، خاصة وأن بعض وسائل الإعلام، منحته أكثر من حجمه، وساهمت في إشعال فتيل التوتر بين الطرفين.

أرجع الزاكي بادو قرار استبعاده نور الدين النيبت إلى أن الأخير لم يكن جاهزا للمباراة مائة في المائة، وكان يعاني إصابة بالغة، تعرض لها مع فريقه توتنهام هوتسبير الإنجليزي، وقال في تصريح صحفي وقتذاك، في برنامج العالم الرياضي: "لو كن كل اللاعبين يعتزلون لأنهم لم يخوضوا مباراة واحدة أو اثنين، لما بقي هناك لاعبا واحدا في العالم".

 

تاعرابت وغريتس

خلال استعدادات المنتخب الوطني المغربي لخوض مباراة شبه فاصلة، أمام المنتخب الجزائري، في الرابع من شهر يونيو، سنة 2011، برسم الجولة الرابعة من تصفيات نهائيات كأس الأمم الإفريقية "كان2012"، فاجأ عادل تاعرابت الرأي العام حين لمّ حقيبته وغادر تجمع "الأسود" من مراكش غاضبا.

لم يتقبل عادل تاعرابت، قرار الناخب الوطني، وقتذاك، البلجيكي إريك غريتس، حين استبعده من التشكيلة الرسمية التي ستخوض المباراة أمام المنتخب الجزائري، فغادر تجمع "الأسود" غاضبا، وقال في بعض التصريحات الصحفية، إنه لم يقطع مسافة طويلة قادما من إنجلترا، حيث كان يمارس مع "كوينز بارك رينجرز" من أجل الجلوس احتياطيا.

في غياب تاعرابت، قدم المنتخب الوطني مباراة ملحمية أمام نظيره الجزائري، وفاز بنتيجة أربعة أهداف لصفر، أحرزها كل من المهدي بنعطية، مروان الشماخ، يوسف حجي، أسامة السعيدي، وأكد تلاحمه وقوته، وأن المنتخب الوطني لا يتوقف على لاعب واحد، مهما كانت قيمته.

 

بصير والخيدر

خلال مشاركة المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، في نهائيات الألعاب الأولمبية "سيدني 2000"، استبعد الراحل سعيد الخيدر، اللاعب صلاح الدين بصير، بداعي عدم انضباطه مع التشكيلة "الأولمبية"، وعدم امتثاله لتعليماته.

أحدث المشكل بين الخيدر وصلاح الدين بصير ردود فعل قوية في الأوساط المغربية، وفي مختلف وسائل الإعلام الوطنية والإسبانية، بحكم أن بصير، كان يمارس، وقتذاك، في فريق ديبورتيفو لاكورونيا"، وكان حديث الصباح والمساء لدى الجمهور المغربي.

خرج المنتخب الوطني المغربي من الدور الأول للنهائيات، عقب هزيمته في المباريات الثلاث أمام كل من الشيلي (1-4)، وكوريا الجنوبية (0-1)، وإسبانيا (0-2)، وبعدها قال صلاح الدين بصير، إن الخيدر كان يمنعه من تداريب تقوية الأجسام، بداعي أنها ستبطئ حركته، بينما عزا الخيدر سبب استبعاده نجم ديبورتيفو لاكورونيا، إلى عدم انضباطه واندماجه مع تشكيل المجموعة.

 

وادو وفاخر

بعد أن تولي امحمد فاخر، قيادة المنتخب الوطني المغربي خلفا لمواطنه الزاكي بادو، لم يجد الترحاب من طرف مجموعة من اللاعبين، خاصة المحترفين منهم، وعلى أرسهم عبد السلام وادو.

في أول حصة لعبد السلام وادو مع المنتخب الوطني المغربي، تحت قيادة امحمد فاخر، استعدادا لنهايات كأس إفريقيا للأمم 2006، قرر مغادرة تجمع "الأسود"، بسبب خلافات في التوجهات والرؤى مع المدرب.

حاول مجموعة من المسؤولين في جامعة الكرة، وقتذاك، احتواء الموقف، وإقناع اللاعب بالعودة إلى التشكيلة، غير أنه رفض، وقال إنه قرر الاعتزال دوليا، وإن قراره لا رجعة فيه.

عقب نهاية نهائيات كأس إفريقيا 2006، في مصر، وإقصاء "الأسود" من الدور الأول، اجتمع، من جديد، المدير الإداري السابق في الجامعة الملكية المغربية إدريس لكحل والعضو الجامعي محمد مفيد، وعزيز الميلاني، مساعد امحمد فاخر، مع عبد السلام وادو، من أجل إقناعه بالاستمرار في تشكيلة "الأسود".

 

رونار وزياش

حين قدم الفرنسي هيرفي رونار، لتدريب المنتخب الوطني، فاجأ الرأي العام بعدم اعتماده على اللاعب حكيم زياش في بعض المباريات الودية والرسمية، وكانت المفاجأة الكبرى حين استبعده من تشكيلة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2017.

رغم أن المنتخب الوطني قدم مستوى طيبا في النهائيات ذاتها، وتأهل إلى الدور الثاني، إلا أن الرأي العام لم يتقبل استبعاد حكيم زياش من تشكيلة المنتخب الوطني، الشيء الذي أغضب هيرفي رونار، وقال، في إحدى الندوات الصحفية: "عودة زياش إلى المنتخب الوطني ستكون بعد رحيلي"، وأضاف: "لا يمكنني قضاء كل وقتي في سماع اسم زياش في كل مباراة".

حاول هيرفي رونار التخفيف من حدة الأمر حين وجه الدعوة إلى زياش من أجل المشاركة في مباراتين إعداديتين أمام كل من هولندا في 31 ماي 2017، في ملعب "أدرار" بمدينة أكادير، استعدادا لمواجهة الكاميرون في العاشر من شهر يونيو، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا 2019، لكن اللاعب رفض تلبية الدعوة، واستمر الصراع بينهما، ولم يهدأ إلا بعد تدخل شخصي من فوزي لقجع، الذي دعا الطرفين المتخاصمين لجلسة صلح في العاصمة أمستردام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى