بنجلون: المغرب نموذج ديني في خطاب التسامح والاعتدال
ألقى الكاتب الطاهر بنجلون، مساء أمس الإثنين، ببروكسل، محاضرة حاول خلالها تفكيك مختلف الجوانب المرتبطة بإشكالية الهجرة ورهاناتها، وذلك خلال ندوة مناقشة نظمتها سفارة المغرب ببلجيكا حول موضوع " الهجرة وتناقضاتها ".
وأكد الطاهر بنجلون بهذه المناسبة، على أن " الهجرة ليست مشكلة في حد ذاتها لكن المشكل الحقيقي يكمن في طريقة تصورنا لهذه الظاهرة وتوظيفها في الحملات الانتخابية من أجل ترهيب الناس " وخاصة في أوروبا.
وأكد الكاتب على ضرورة التوقف عن الحديث عن اجتياح أوروبا من قبل المهاجرين، والتحلي باليقظة أمام الأحكام المسبقة والمغالطات المرتبطة بالهجرة، والتي تزرع الحقد والخوف من الأجانب، تستغله الحركات الشعبوية والقومية.
وحذر من الخلط بين الهجرة والإرهاب والذي كانت نتيجته الخطابات العنصرية والمعادية للإسلام.
وقال الطاهر بنجلون إن التطرف في صفوف الشباب " سرطان أصاب جميع البلدان " مشددا على ضرورة وضع نماذج دينية تنشر خطاب التسامح والاعتدال كما هو الحال في المغرب، من أجل محاربة الدعاية المتطرفة والأفكار الرجعية.
وخلال هذه الندوة التي قامت بتنشيطها الصحفية البلجيكية من أصل مغربي نادية دالا، والتي حضرتها شخصيات من مختلف الآفاق، شدد الكاتب المغربي على ضرورة التمييز بين مختلف أنواع الهجرة : لاجئون، هجرة اقتصادية، هجرة سرية … من أجل تحديد إشكالية الهجرة ومحاربة توظيفها لأغراض سياسية.
فبخصوص الهجرة السرية، اعتبر السيد بنجلون أن تسوية هذه القضية يجب أن يكون بشكل مسبق، من خلال معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة عن طريق النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان المصدرة للهجرة.
كما دعا البلدان المصدرة للهجرة وبلدان العبور والاستقبال إلى تنسيق جهودها من أجل محاربة فعالة لشبكات الاتجار بالبشر.
وحث الكاتب أيضا على التضامن الأوروبي في مجال الهجرة، مشيرا إلى أن بلدان القارة العجوز عليها تجاوز الخلافات بينها حول هذه القضية من أجل التوصل إلى حلول ملموسة ومستدامة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، إن هذا اللقاء يندرج في إطار سلسلة الندوات التي تنظمها السفارة منذ السنة الماضية من أجل تسليط الضوء على المكتسبات والإنجازات التي حققها المغرب في مختلف المجالات.
وأبرز أهمية اختيار الهجرة كموضوع لهذه الندوة، بالنظر للمكانة المركزية لهذه القضية على المستوى الدولي والرهان السياسي الذي تمثله في عدد من البلدان.
كما أكد السيد عامر على البعد الإنساني لسياسة الهجرة التي اعتمدها المغرب، والتي مكنت من تسوية وضعية أزيد من 50 ألف مهاجر، مشيرا إلى أن المملكة أصبحت بلد استقبال بعد أن كانت بلدا مصدرا وبلد عبور للهجرة.
وتميزت هذه الندوة بحضور عدد من الباحثين والصحفيين، والدبلوماسيين، والفاعلين السياسيين، وأفراد الجالية المغربية ببلجيكا.