أخبار دولية

منظمات غير حكومية تدق ناقوس الخطر إثر تزايد أعمال التخريب بجزر الكناري

تشتهر جزر الكناري في جميع أنحاء العالم بثراء موروثها الطبيعي والأركيولوجي والثقافي الذي يستقطب سنويا ملايين السياح من جميع أنحاء العالم غير أن هذه الفضاءات والمواقع التراثية المصنفة كتراث طبيعي وأثري بالأرخبيل أضحت تتعرض خلال السنوات الأخيرة لهجمات وعمليات تخريب متواترة مما أثار انزعاج العديد من المهتمين والمتخصصين خاصة لدى جمعيات وهيئات المجتمع المدني المعنية بالحفاظ على هذه الفضاءات ذات القيمة العلمية والمادية التي لا تقدر بثمن .

وتعتبر العديد من الأصوات والجهات بجزر الكناري المهتمة بحماية وصيانة المواقع الطبيعة والمآثر الأركيولوجية والحضارية عمليات التخريب التي ما فتئت تمس بصورة متكررة هذه المواقع بأنها " هجمات تخريبية " مقصودة ستؤدي لا محالة إذا لم تضع لها السلطات المعنية حدا إلى اندثار هذه المواقع الطبيعية ونهايتها .

وبالنظر لتواتر عمليات التخريب التي تطال الموروث الطبيعي والأركيولوجي الذي يميز أرخبيل الكناري فإن وسائل الإعلام المحلية خاصة منها الصحافة المكتوبة ما انفكت تندد بهذه الممارسات التي تصفها ب " الهجمات التخريبية " وتعمد إلى إثارة انتباه السلطات المعنية وتحفيزها على التدخل ووضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد هذا الثراء والتنوع الذي يميز جزر الكناري التي تصنف ما يقرب من 55 في المائة من أراضيها كتراث طبيعي وطني محمي .

وتعد مؤسسة " تيليسفورو برافو خوان كويلو " التي يوجد مقرها ب ( سانتا كروز دي تينيريفي ) واحدة من بين الجمعيات التي تواصل نضالها من أجل محاربة هذه الظاهرة ووضع حد لها من خلال العديد من المبادرات التي تقوم بها في المجال خاصة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وكذا من خلال تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية ولقاءات وندوات تستهدف الزيادة في مستوى وعي المواطن والمسؤولين بأهمية المحافظة على هذا التراث الطبيعي والأركيولوجي وتحفيز تلاميذ المؤسسات التعلمية وتشجيعهم على الانخراط في الجهود المبذولة لحماية وصيانة هذه المواقع والمنتزهات إلى جانب التحذير من مخاطر الاندثار التي تهددها .

وقال خايمي كويلو مدير مؤسسة " تيليسفورو برافو " إن أعمال التخريب التي تطال مختلف المواقع الطبيعية والأركيولوجية بالأرخبيل أضحت " تتواتر بصورة غير طبيعية " خلال السنوات الأخيرة وذلك جراء الأعداد المتزايدة من السياح والزوار الذين يتوافدون على هذه الفضاءات والمنتزهات الموزعة بمختلف الجزر المشكلة للأرخبيل والذين تستقطبهم المناظر الطبيعية الخلابة والعرض السياحي المتنوع الذي يميز جزر الكناري في مناخ معتدل على مدار العام .

ويبرز ثراء الموروث الطبيعي بجزر الكناري من خلال العدد الكبير من السياح والزوار الذين تستقطبهم سنويا الحدائق والمنتزهات الطبيعية وعلى رأسها فضاء ( تيد ) الذي هو من أصل بركاني والمصنف من طرف منظمة ( اليونسكو ) ضمن قوائم التراث الإنساني العالمي .

وقد استقبل هذا الموقع خلال الفترة ما بين 1996 و 2017 أزيد من 73 مليون من الزوار بمعدل يقدر ب 3 ر 3 مليون شخص في السنة .

كما أن المنتزه الوطني الثاني ( تيمانفايا ) بجزيرة لانزاروتي الذي يعد من الفضاءات البركانية الأكثر حداثة بجزر الكناري لأنه نتج عن الانفجار البركاني الذي عرفته المنطقة في القرن 18 استقطب بدوره خلال نفس الفترة ما مجموعه 5 ر 36 مليون من الزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى