سعيد المجداني.. قصة مغربي تألق في كندا بابتكارات تساعد الطلاب
فاز المغربي سعيد المجداني الحاصل على الجنسية الكندية بجائزة التعليم المميز في كندا بعد أن نجح في تنفيذ برنامج ابتكارات حقق فيه الطلاب أكثر من 100 اختراع وتطبيق قادهم إلى نيل مراكز متقدمة في مسابقات وطنية بالبلاد وإنجاز العديد من الابتكارات الفريدة.
وحصل أحد الطلاب المشاركين في البرنامج –عمره 15 سنة- على المرتبة الثالثة في الاختراعات عن ابتكاره لنظارة ذكية تحوّل الكلام إلى كتابة في مسابقة المخترعين على مستوى كندا، رغم أن المسابقة مخصصة للطلاب الجامعيين في المقام الأول.
وأوضح سعيد المجداني أن طالبا ثانيا ابتكر تطبيقا يفحص صلاحية الأكل في المحلات والمطاعم، وطالبا ثالثا ابتكر تطبيقا يحوّل لغة الإشارة إلى لغة مكتوبة، ورابعا أضاف خاصية إلى برنامج "جي بي أس" تساعد المستخدمين على التعرف على مكان أي شخص في بناية، في حين ابتكر طالب خامس جهازا يسمح بقياس المناعة دون وخز.
تحفيز ومنح
أوضح المجداني أن أعمار معظم الطلاب ما بين 15 و 18 عاما، وأنه تم في العام الحالي قبول طلاب تبدأ أعمارهم من 12 عاما، وأن الجامعات تمنحهم منحا لاستقطابهم لنجاحهم في تعلم لغة البرمجة وتصاميم الحاسوب في عمر متقدم.
وتابع المجداني أن كثيرا من الطلاب تلقوا منحا دراسية لا تقل عن 100 ألف دولار، وأنهم حصلوا على وظائف مميزة بعد التخرج وكثير منهم بعث مشروعه الخاص، وقال "سعيد للغاية بما أنجزته مع طلابي وتفاجأت بفوزي ضمن أفضل عشرة مدرسين متميزين على مستوى كندا وجميعهم من الجيل الرابع أو الثالث من المهاجرين وكنت أنا الكندي الوحيد من أصل عربي، وهذا جعلني أشعر بالفخر لما أنجزته وسيكون دافعا لي لتقديم المزيد".
وأضاف أن نجاح برنامج تعليم البرمجة في مدرسته دفع جامعة كينساس إلى أن تخصص فريقا بحثيا يدرس تجربتهم فيها لكي يقدموها للعالم بوصفه نموذجا نجاحا في تهيئة المبتكرين.
وكان سعيد المجداني الحاصل على بكالوريوس الرياضيات من جامعة القنيطرة في المغرب، قد هاجر من قرية سيدي سليمان في المغرب إلى كندا سعيا وراء مستقبل أفضل، وحصل على ماجستير علوم الحاسوب في جامعة شيربروك، وبدأ في إعداد الدكتوراه لكن ظروفا منعته من إكمالها وتوجّه نحو التدريس.
مدرس رياضيات
أوضح المجداني أنه عمل مدرسا للرياضيات في مدرسة نائية في مقاطعة ألبرتا في مدينة فورت ماكمري قبل الإشراف على المشروع، وأن عددا من التلاميذ يأتون إليه لطلب المساعدة في مجال علوم البرمجة والحاسوب الذي يمثل اختصاصه العلمي الأساسي.
وقال "يوما ما جاءني 15 طالبا ولم يكن لدينا أي حاسوب فذهبنا إلى مديرة المدرسة نطلب المساعدة وأعلمتنا أنه لا توجد ميزانية لاقتناء أجهزة جديدة وسمحت لنا باستخدام بعض الحواسيب التي لا تشتغل لتصليحها واستغلالها في أعمالنا، وهذه كانت بداية برنامجنا".
وتابع أن فريقه من الطلاب حصل بداية من عام 2016 على دعم من شركات كندية وعالمية مشهورة وصار لديه 70 حاسوبا، وأن عدد الطلاب ارتفع إلى أكثر من مئة طالب.