الرابطة المحمدية للعلماء تناقش دور المرأة في محاربة التطرف
الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز
في إطار العمل على تبني البرامج الرامية إلى مكافحة الإرهاب، نظمت الرابطة المحمدية للعلماء صباح اليوم الثلاثاء بالرباط ندوة علمية تحت عنوان "القيادة النسائية من أجل السلام ضد الإرهاب والتطرف الديني"، حيث تهدف هذه المبادرة العلمية إلى تعزيز المكتسبات والقيادة النسائية من أجل السلام.
وقال الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في كلمة له خلال الندوة أن التحديات المطروحة في الظرفية الحالية تستلزم الانخراط الفعلي للمرأة بهدف المساهمة في مناهضة الإرهاب والحد من التحديات التي تعيق التقدم الذي تنشد البلدان تحقيقها، مؤكدا أن تحقيق النجاح في مكافحة الإرهاب لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال ضم الجهود إلى بعضها البعض من أجل تجاوز المعيقات الحالية.
من جهتها، قالت ليلى رحيوي، الباحثة في علم الأديان، أن هناك مجموعة من المبادرات التي دشنتها الجهات الوصية من أجل مناهضة التطرف، مؤكدة أن دور المرأة محوري لأنها تعزز مكانة المجتمعات التي تحترم المرأة وتمنحها المكانة المستحقة، مشيرة إلى أن مناهضة الإرهاب يعتبر التحدي الذي يجب مواجهته من خلال تجنيد جميع فئات المجتمع.
وقالت عائشة حدو، مديرة مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان، أن إدماج الطاقات الشابة للحد من التطرف والإرهاب يعتبر المقاربة الأساسية التي يجب اعتمادها، مؤكدة أن تحقيق هذا الهدف يظل مرتبطا بمدى قدرة المرأة على الانخراط في العمل البحثي الميداني.
بدورها، قالت البروفيسورة أنا كينغ، الباحثة في علم الأديان، أن انخراط المرأة في المشاريع الرامية إلى محاربة التطرف والإرهاب أضحى لبنة اساسية لتحقيق الأمن والسلم في المجتمعات على اعتبار أنها تشغل الجزء الأساسي داخل المجتمعات على اختلافها، مشيدة بأن الفهم الصحيح للدين هو الأمر الذي يخلق الأمن لأن الدور الأساسي للديانات هو التعايش في ظل القيم الانسانية المشتركة بين بين جميع الكل
من جانب آخر، شدد المشاركون على أن دعم القيادة النسائية يستلزم مبدئيا وضع منهجيات مبتكرة للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتأسيس ثقافة التعايش الديني ووضع آليات تطبيقية للحفاظ على السلم وحل الخلافات المدنية والدينية من أجل الاستجابة لهذه الحاجيات المختلفة، خاصة وأن الرابطة المحمدية للعلماء تسعى من خلال المشاريع التي تسطرها إلى استقطا الخبراء الذين سيقومون بمواكبة المشاريع وتحرير التقارير والوثائق العلمية اللازمة.
ومن المواضيع التي وقف عندها الباحثون، الوضعية الراهنة ومقارنة متعددة الاختصاصات للتطرف الديني لدى النساء، وفي كلا السياقين البريطاني والمغربي، حيث تم إعطاء الانطلاقة لعدد من المبادرات الدينية والبين دينية المتعددة بقيادة النساء، من خلال التطرق لكيف يساهمن بشكل ملموس في الوقاية من التطرف في مختلف مظاهره العرقية والاجتماعية والهوياتية وكذلك الدينية بهدف الحفاظ على التماسك الثقافي والاجتماعي.
كما سعت الندوة إلى تعزيز العلاقات مع الشركاء المختصين في هذا المجال، واستثمار التجارب والطاقات والتكوين المستمر من أجل القيادة النسائية من خلال التداول في وضع آلية اكثر استدامة من الأيام الدراسية والندوات، والعمل على خلق المنصات الرقمية للتواصل، علما أنها تنخرط في إطار معالجة الصدمات الكبرى التي تعرضت لها العديد من الدول بسبب الإرهاب والتطرف الديني الذي شهدته في السنوات الأخيرة، حيث عرف الاطار التشريعي للمملكة المتحدة والمغرب تطورا ملحوظا بعدما تم التصويت على العديد من القوانين منذ 15 عاما.