تم، أمس الإثنين بالرباط، افتتاح معرض تشكيلي للفنان اليمني خالد بريك، بعنوان “ريشة من المشرق بألوان المغرب”، وذلك في إطار الدورة السادسة لمهرجان الإكليل الثقافي (3 – 20 دجنبر الجاري)، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويضم المعرض، الذي افتتح بحضور سفير الجمهورية اليمنية، عز الدين الأصبحي، وفنانين ونقاد ومهتمين، 50 لوحة تعكس القيم الجمالية التي ينضح بها الموروث الثقافي المغربي.
وتروم التظاهرة، التي تنظمها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة في رواق باب الرواح، تسليط الضوء على الأبعاد الثقافية للمملكة المغربية، وإثراء المشهد الفني التشكيلي بالعاصمة الرباط، وكذا الحفاظ على التراث الثقافي في ظل التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.
وقد رصدت ريشة الفنان جمالية المعمار المغربي المبثوثة في زخرفة البوابات والأسقف والأسوار، ونقوش الزليج الشاهدة على براعة الصانع الحرفي المغربي، وغيرها من الملامح الإبداعية، موظفا الألوان التي تعكس الطابع الثقافي والحضاري المتفرد للمملكة المغربية.
كما عمد خالد بريك إلى إبراز الزخم والتنوع الثقافي للحضارة المغربية الضاربة في جذور التاريخ، عبر اقتباس المنسوجات المغربية التقليدية كالزربية والحلي، مضفيا طابعا من البهاء على أعماله.
وبهذه المناسبة، قال خالد بريك إن لوحاته تتطرق إلى مواضيع تمس جوهر الإنسان مثل لوحة “هزة” التي حاولت الخلوص إلى عمق المعاني التى حفل بها “زلزال الحوز”، مسجلا حرصه على اختيار الألوان بعناية وفقا لدلالاتها الثقافية والفنية.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض يبرز عبقرية وجمال العمارة الطينية التي تنتشر في المغرب وفي حضر موت جنوب اليمن، فضلا عن الحلي على اختلاف أشكالها في البلدين.
من جانبه، أشاد سفير الجمهورية اليمنية بالمغرب بتنظيم هذه التظاهرة، التي تعكس التقاسم الثقافي بين المملكة المغربية والجمهورية اليمينة، من عمارة طينية وألوان وغيرها، موضحا أن هناك “عمقا حضاريا يجمع البلدين رغم البعد الجغرافي”.
وقال السيد الأصبحي، في تصريح للصحافة، إن أوجه التشابه بين حضارة وثقافة البلدين تتوزع في عدة فنون كالموسيقى والأزياء الشعبية والحلي والمأكولات الشعبية ومفردات اللغة، لافتا إلى أن “تنظيم هذا العرض في بلد يشكل علامة فارقة على مستوى المنطقة يقدم الفن اليمني للأذواق العالمية والإقليمية”.
بدوره، قال نائب رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، مصطفى الجوهري، إن اختيار الفنان اليمني خالد بريك، يعود بالأساس لكونه يشكل “مدرسة متميزة في الفن المعاصر، نظرا لتأريخه بطريقة فنية مظاهر الحضارة والتراث المغربيين”.
يشار إلى أن فعاليات النسخة السادسة للإكليل الثقافي، تنعقد تحت شعار” ربط الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي من أجل تنمية مستديمة”، ويلتئم فيها خبراء وباحثون، من داخل وخارج المغرب، لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات، وإبراز التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي وسبل مواجهتها، مع الحفاظ على القيم الإنسانية والتراث الثقافي.