مبنى كلية الملك الحسن الثاني في غزة.. معلم مغربي واجه العدوان الاسرائيل ولحقه الدمار
مبنى كلية الملك الحسن الثاني في غزة.. معلم مغربي واجه العدوان الاسرائيل ولحقه الدمار
![](https://aldar.ma/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-09-at-19.39.45-780x470.jpeg)
الدار/ خاص
في قلب مدينة غزة، تحديدًا في منطقة الزهراء، كان يقف شامخًا مبنى كلية الملك الحسن الثاني للزراعة والبيئة، الذي يجسد الطراز المغربي الأصيل. لم يكن هذا المبنى مجرد صرح أكاديمي، بل كان رمزًا للعلاقة التاريخية بين المغرب وفلسطين، قبل أن يصبح اليوم شاهدًا على الدمار الذي لحق بالقطاع بسبب العدوان المستمر.
المبنى تعرض للهدم لأول مرة خلال الحرب على غزة عام 2009، لكن بفضل مبادرة ملكية سامية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، أُعيد بناؤه بتمويل شخصي، تأكيدًا على دعم المغرب المستمر للشعب الفلسطيني، خصوصًا في مجالات التعليم والتنمية.
غير أن الصرح الذي تم ترميمه ليكون منارة علمية لطلاب الزراعة والبيئة، لم يسلم من موجة التدمير الجديدة على غزة، حيث طالته يد العدوان، ليصبح مرة أخرى تحت الركام.
لم يكن اختيار المغرب تمويل إعادة بناء هذا الصرح مجرد مبادرة عابرة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضامن مع الفلسطينيين. فقد ظل المغرب، ملكًا وشعبًا، داعمًا للقضية الفلسطينية على مختلف المستويات، سواء من خلال الدعم السياسي أو المبادرات التنموية، وكان مبنى الكلية أحد تجليات هذا الدعم.
اليوم، بعد أن تحول هذا المبنى إلى أنقاض مجددًا، يتساءل الفلسطينيون: هل سيعاد إعماره مرة أخرى كما حدث في السابق؟ وهل سيظل هذا الصرح شاهدًا على صمود الفلسطينيين وداعمهم المغربي في وجه آلة الهدم؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن ذلك، لكن ما هو مؤكد أن روح التضامن بين المغرب وفلسطين ستظل قائمة، مهما حاولت الحروب طمسها.