أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

دبلوماسية الغباء الجزائرية من لغة البيانات إلى متاهات الفشل الإقليمي والدولي .

دبلوماسية الغباء الجزائرية من لغة البيانات إلى متاهات الفشل الإقليمي والدولي .

دبلوماسية الغباء الجزائرية من لغة البيانات إلى متاهات الفشل الإقليمي والدولي .

ذ/ الحسين بكار السباعي

تتخبط الدبلوماسية الجزائرية في قراراتها ، متأرجحة بين التصعيد غير المحسوب والتراجع غير المدروس، مما أفقدها هيبتها ومصداقيتها على الساحة الدولية. فإصدار البيانات الغاضبة واستدعاء السفراء، تحولا إلى ردود فعل متسرعة لا تحقق أي مكاسب إستراتيجية، بل تعكس هشاشة في إدارة العلاقات الخارجية. هذه السياسة الانفعالية لم تؤد سوى إلى عزلة متزايدة ، حيث تتكرر المواقف ذاتها دون أن تحدث أي تغيير يذكر، الأمر الذي جعل الجزائر تبدو وكأنها تتحرك في دائرة مفرغة من الفشل الدبلوماسي .

لم يكن البيان الأخير الصادر عن الخارجية الجزائرية ، بشأن زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية الى أقاليم الصحراء المغربية وقبلها مسؤولين فرنسيين وآخرون من دول مختلفة ، إلا حلقة جديدة من مسلسل البيانات الإنشائية ،والتي لا تستطيع أن تترجم إلى خطوات مؤثرة ، فضعف ديبلوماسية الجزائر يبقى حاضرا في تعاملها داخل المنتظم الدولي .
الجزائر التي فشلت طيلة سنوات نزاع الصحراء ، الذي إفتعلته لاتجعل منه حجرة في حداء المغرب، وسخرت له مجموعة مرتزقة ، سرعان نا تحولوا عصابة إرهابية تخدم اجندات مافيا من الحنرالات الجزائرين تتاجر في السلاح والبشر وحتى المساعدات والإعانات الدولية ،أقول ، أضحت عاحزة مع توالي سحب الاعترافات بالجبهة الوهمية ، من أن تفرض أكدوبتها على الأرض ، لنجدها اليوم تكتفي بإصدار بيانات بإدانة دبلوماسية لا تأثير لها ، في الوقت الذي تواصل فيه دول لها وزنها في صناعة القرار الدولي ، مثل فرنسا ترسيخ حضورها في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ، غير آبهة بالاعتراضات الجزائرية التي لم تعد تلقى أي صدى دولي ،كما حدث سابقا مع إستدعاء السفير الجزائري من فرنسا بسبب تصريحات سياسية ، ثم إعادة العلاقات دون تحقيق أي نتيجة، ليتكرر المشهد ذاته مع قضايا أخرى، حيث تكتفي الجزائر بالتصعيد اللفظي ثم تتراجع دون أن تغير شيئا من الواقع الذي فرضته الديبلوماسية المغربية خاصة بعد توالي قرارات مجلس الأمن التي تدعم مقترح الحكم الذاتي كحل واحد وأوحد لطي ملف الصحراء المغربية.
لقد بات نهج البيانات التنديدية موضة ديبلوماسية العسكر ، وعبئ على خارجيتها بدل أن يكون وسيلة لتعزيز نفوذها، إذ لم تفلح في عرقلة الإعترافات المتزايدة بمغربية الصحراء ، ولم تستطع تحجيم الحضور المغربي في إفريقيا، كما أن علاقتها مع القوى الكبرى بقيت محكومة بالتوترات المتكررة التي تعكس غياب رؤية استراتيجية واضحة.

ختاما ، الدبلوماسية الناجحة لا تبنى على البيانات الغاضبة أو ردود الفعل الارتجالية، بل على القدرة على التأثير الفعلي في موازين القوى، وهو ما أخفقت الجزائر في تحقيقه، مما جعلها تفقد تدريجيا وزنها في الساحة الدولية.

*محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان
رئيس مكتب سوس ماسة للمرصد الدولي للإعلام وحقوق الانسان.

زر الذهاب إلى الأعلى