تدوينة رونار حول النصف الممتلئ من الكأس
الدار/ أحمد الخليفي
قال المدرب هيرفي رونار إنه اتخذ قرار مغادرة المنتخب المغربي قبل خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا في مصر، أي أن القرار كان جاهزا حتى لو فاز المغرب بكأس إفريقيا.. !
ومنذ مدة لم يتوقف هيرفي رونار عن إطلاق بالونات الاختبار حول إمكانية مغادرته المنتخب المغربي، وظهر ذلك بشكل جدي منذ عودة المنتخب المغربي من روسيا، حين ترك المنتخب طعما حلوا في أذهان مناصريه، وخاض اللاعبون مباريات قتالية أبهرت الجميع وكان المغرب يستحق أكثر بكثير من مجرد القتالية في المباريات.
ومنذ العودة من روسيا بدأ الحديث عن إمكانية تعاقد رونار مع المنتخب الجزائر، في وقت كان المنتخب الجار يعاني الأمرين ويبحث عن قشة ينقذ بها نفسه، قبل أن يعثر على بلماضي ويسير إلى ما سار إليه حتى وصل إلى الفوز بثاني كأس إفريقية في مسيرته.
وكما هو حال الكأس التي نصفها ماء، فهناك دائما من يراها نصف ممتلئة، وهناك من يراها نصف فارغة، وهذا هو حال "إنجازات" هيرفي رونار، التي يراها كثيرون معقولة، وآخرون يعتبرونها كارثية.
غير أنه من باب الإنصاف الاعتراف بأن التأهل إلى مونديال روسيا بعد عشرين سنة من الغياب هو إنجاز في حد ذاته، كما آن المباريات الممتازة التي أداها المنتخب المغرب في روسيا تعتبر مبهرة، ولولا تحالف الحظ، أو التقواس".. بتعبير الوزير العلمي، لكان هناك شان آخر للمنتخب.
نفس الشيء كان من الممكن تحقيقه في كأس أمم إفريقيا في مصر، حيث كبرت الأحلام بسرعة، وتخيل الكثيرون المنتخب المغربي وهو يعود متوجا من المنافسات ويقدم للمغرب ثاني كأس إفريقية، وربما كانت ستكون الأولى، ما دام لا أحد تقريبا، يتذكر الكأس الأولى.
استطاع هيرفي رونا ر أن يبني منتخبا متجانسا، وفشل في تفاصيل أخرى، من بينها أنه لم يكن قادرا على الوقوف في وجه اللوبي الهولندي الفرنسي في المنتخب، وهو ما أدى إلى مغادرة اللاعب حمد الله لمعسكر المنتخب.
رحل رونار وهو ينظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، ويوافقه في ذلك كثيرون، ورحل وتتبعه انتقادات من ينظرون إلى الكأس الفارغة من الكأس، وهم كثيرون، لكن كرة القدم كانت دائما هكذا، إنها تشبه السياسة تماما.. الجهد والحظ فيها سيان.