فن وثقافة

حادثة تطوان كشفت المستور: ماذا يحدث في مغارة “مدي1 تي في”..؟

الدار/ أحمد الخليفي

القناة التلفزيونية "مدي1 تي في"، التي كان كثيرون يأملون في أن تكون "جزيرة المغرب" تحولت بالفعل إلى جزيرة، لكن ليس كالجزيرة الإخبارية، بل كالجزيرة المعزولة عن محيطها، بسبب السلوكات الغريبة التي يقترفها مسؤولوها، والتي جعلت هذه القناة أعجوبة الزمان.

وعندما كان عباس العزوزي مديرا على هذه القناة، اشتكى كثيرون مما أسموه "جبروته وتسلطه"، ولما غادر غير مأسوف عليه، جاء حسن خيار يحمل خيارا واحد لا غير، تطوير هذه القناة ومأسستها، وبعد بضع سنوات لا هو طورها ولا هو مأسسها، إلى درجة صار الصحافي الواحد يسوق السيارة ويصور ويمارس المونتاج والتعليق والتوضيب، ويصفق أيضا عندما يأتي رجال أعمال إلى القناة وفي جيوبهم عقود إشهار.

آخر مهازل ما يحدث في قناة "مدي1 تي في" هي الحادثة "الخايْبة" التي وقعت الأربعاء بطريق تطوان، حين تحولت "كات كات" القناة إلى كومة من الحديد، ومن ألطاف الله أن السائق، وهو أيضا صحافي و.. و… خرج سالما.

صحافيو وعمال القناة يدركون ما يجري في هذه القناة، أو "المغارة"، لذلك خرجوا ببيان عاجل يدين ما وصفوه "الاستهانة بأرواح المهنيين ودرجة الاستهتار بالشروط المهنية".
‎وقال البيان "إننا في نقابة مهنيي ميدي1 تي في نستنكر ظاهرة اختزال التخصصات وتبخيس المهن، وتزيدنا حادثة تطوان قناعة أن السياقة حرفة وتخصص قائم بذاته وليس شأنا بسيطا أو تافها، والمزج بين العمل الصحفي والمونتاج والتصوير التلفزيوني تحدٍّ صعب، وهو أمر يمكن فهمه إذا توفرت شروطه، لكن بدعة إضافة السياقة إلى العمل الصحفي والتصوير التلفزيوني والتوضيب بدافع "التقشف" يعد تجنيا على المهن السمعية – البصرية وعلى حقوق المهنيين ومصالحهم."
‎ويضيف البيان "لا تفهم النقابة لماذا تم اللجوء إلى خدمات مبتدئ في السياقة من المفروض أنه صحفي/مصور في يوم توفّر فيه 3 سائقين داخل القناة. فهل تفكر الإدارة يا ترى في تسريح السائقين؟ أم تدّخرهم لحساب المدراء والمسؤولين الذين باتت الإدارة حريصة على جعل سيارات القناة وسائقيها تحت إمرتهم، ولو كان ذلك على حساب الإنتاج.
‎بيان نقابة مهنيي القناة عبر أيضا عن واقع مرير آخر، وهو توالي حالات الانهيارات العصبية داخل القناة في الآونة الأخيرة، وتكرار تسجيل مستويات مرتفعة من الضغط في صفوف عدد من مهنيات ومهنيي ميدي1 تي في، الذين يكاد متوسط العمر لديهم لا يتجاوز 35 سنة.
‎وحمل المكتب التنفيذي لنقابة مهنيي ميدي1 تي في الرئيس المدير العام مسؤولية السلامة الجسدية والنفسية للمهنيات والمهنيين، متى ثبت أن ظروف العمل ومعاملة بعض المسؤولين تقف وراء الحوادث المأساوية المتعاقبة.

هذا البيان غني عن كل تعليق، والصورة المصاحبة له كافية لوضع هذه القناة تحت أشعة الشمس، بعدما وضعها خيار لعدة سنوات في غرفة مظلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى