الصين تُسرّع وتيرة الاستثمار في الطاقة النووية لتعزيز اقتصادها

الدار/ خاص

تسير الصين معززةً استثماراتها في الطاقة النووية كجزء من استراتيجيتها لدعم النمو الاقتصادي وضمان أمن الطاقة.

فقد صادقت بكين مؤخرًا على إنشاء عشرة مفاعلات نووية جديدة، في خطوة ضخمة تتجاوز قيمتها 27 مليار دولار أمريكي، وفقًا لما أوردته وكالة “رويترز” العالمية. ويأتي هذا القرار في سياق خطة أوسع، حيث تقوم الصين حاليًا ببناء أكثر من 30 مفاعلًا نوويًا في مواقع مختلفة من البلاد، ما يجعلها من بين الدول الرائدة عالميًا في توسعة قدراتها النووية المدنية.

التحول الصيني نحو الطاقة النووية لا يعكس فقط رغبة في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل الفحم والنفط، بل هو جزء من رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية، دون المساس بوتيرة الإنتاج الصناعي. وتُعتبر الطاقة النووية خيارًا استراتيجيًا للصين نظرًا لقدرتها العالية على توليد الكهرباء بشكل مستقر وبتكلفة تنافسية على المدى الطويل.

من جهة أخرى، تواجه دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا انتقادات داخلية وخارجية بعد قرارها إغلاق العديد من مفاعلاتها النووية، مما تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة وعودة مؤقتة لاستخدام مصادر أكثر تلويثًا للبيئة. هذا التباين في التوجهات يعكس اختلافًا في أولويات السياسات الطاقية والبيئية بين الشرق والغرب، وسط تحديات اقتصادية عالمية متصاعدة.

وبينما تواصل الصين تعزيز بنيتها التحتية النووية، يرى خبراء أن هذا المسار قد يمنحها تفوقًا استراتيجيًا في السنوات المقبلة، سواء في مجال الطاقة أو في تنمية صناعاتها ذات الاستهلاك العالي للكهرباء، مما يعزز موقعها كقوة اقتصادية عالمية لا يُستهان بها.