الرياضة

تتويج المنتخب الجزائري.. فرحة وحسرة للجمهور المغربي

الرباط/ صلاح الكومري

بقدر ما عبر الجمهور المغربي عن فرحه بتتويج المنتخب الجزائري لكرة القدم، بلقب كأس إفريقيا للأمم، تحت قيادة مدربه المحلي جمال بلماضي، بقدر ما زادت حسرته على خروج "الأسود" من الدور الثاني في هذه البطولة، والفشل المتوالي في النهائيات.

الجمهور المغربي أشاد بتتويج الجزائر، اعتبره مستحقا، بحيث أن كل من يتحدث عن هذا الإنجاز، إلا وينوه بقتالية "محاربي الصحراء"، وروحهم الوطنية العالية، وتضحياتهم من أجل قميص منتخب بلادهم، في المقابل، يتحسر على "الأسود"، بداعي أنهم يأتون إلى المنتخب الوطني، وكأنهم في رحلة سياحية، حتى إنهم بعد الإقصاء من الدور الثاني في الكان، لم يكلفوا أنفسهم عناء العودة إلى المغرب لمشاركة الجمهور المغربي أحزانه، بل إنهم عادوا مباشرة من القاهرة إلى بلدانهم الأوروبية.

فوز المنتخب الجزائري باللقب، أزاح الغطاء عن الكثير من الحقائق الرياضية ترفض جامعة الكرة الإيمان بها وتصديقها، أهمها أن المدرب المحلي، "ابن البلد"، يبقى أدرى وأعلم بنقط قوة وضعف منتخب بلاده في نهائيات كأس إفريقيا، والأنسب لقيادته في هذه البطولة، ويملك غيرة على المنتخب، خلافا للمدرب الأجنبي "الأشقر"، الذي مهما بلغت معرفته بالقارة الإفريقية، يبقى يجهل عنها الكثير من أسرارها، ولا يملك غيرة على القميص الذي يمثله، لأن ما يجمعه بالأخير، عقد أهداف يتضمن شروطا مالية، وليست أهدافا رياضية، وبالتالي فإنه مهما طال مقامه مع المنتخب الذي يشرف على تدريبه، سيأتي يوم يجمع حقائبه ويغادر، وفي جيبه شيك بمبلغ مرتفع جدا.

في الفترة الأخيرة، بعد أن اقصي المنتخب المغربي من الدور الثاني في الكان، وبلوغ المنتخبين الجزائري والسنغالي المباراة النهائية تحت قيادة مدربين محليين، عاد الحديث، مجددا، عن أهمية منح الثقة للمدرب المغربي لقيادة "الأسود" في المرحلة المقبلة، فهناك أصوات تطالب بعودة الزاكي بادو، وأخرى تطالب بتعيين عموتة، بداعي أنه خبر القارة الإفريقية مع الفتح الرباطي سابقا، والوداد الرياضي، ويملك غيرة وطنية.

صحيح أن المنتخب الجزائري منح المغاربة فرحا كانوا بانتظاره من المنتخب المغربي، لكنه في المقابل، قدم دروسا للكرة المغربية، وجب على جامعة الكرة الاستفادة منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى