المغرب يعزز موقعه في سباق الطاقة النظيفة: اتفاقية استراتيجية مع شركة صينية لإنتاج مكوّنات بطاريات السيارات الكهربائية
المغرب يعزز موقعه في سباق الطاقة النظيفة: اتفاقية استراتيجية مع شركة صينية لإنتاج مكوّنات بطاريات السيارات الكهربائية

الدار/ خاص
أعلنت شركة “تيان تسو للمواد” الصينية توقيع اتفاقية استثمارية مع الحكومة المغربية، ترمي إلى إنشاء منصة صناعية متكاملة لإنتاج محلول الإلكتروليت ومواد أولية أساسية تدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وسيُقام المشروع بمنطقة الجرف الأصفر الصناعية، الواقعة ضمن جهة الدار البيضاء-سطات، والتي تُعدّ إحدى أبرز الأقطاب الصناعية الوطنية لما تتوفر عليه من بنية تحتية متطورة وميناء صناعي من الأكبر على مستوى القارة الإفريقية.
المشروع، الذي يمثل أول حضور صناعي لشركة “تيان تسو للمواد” خارج الصين، يندرج ضمن استراتيجية المغرب لجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، خصوصاً في مجالات الطاقات المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية.
وتعتبر مادة الإلكتروليت مكوناً محورياً في البطاريات الليثيوم-أيون، إذ تلعب دور الوسيط الناقل للأيونات بين القطبين داخل البطارية، ما يجعلها عنصراً لا غنى عنه في أداء وسلامة البطارية. كما تشمل الاتفاقية إنتاج مواد خام أخرى تدخل في دورة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، مثل أملاح الليثيوم والمذيبات العضوية المتقدمة.
هذا الاستثمار يعكس ثقة الشركات العالمية في مناخ الأعمال المغربي، لا سيما في ظل الاستقرار السياسي وتوفر اليد العاملة المؤهلة، إضافة إلى البنية التحتية الصناعية المتطورة. كما يستفيد المستثمرون من موقع المغرب الجغرافي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا، ومن شبكة اتفاقيات التبادل الحر التي تربط المملكة بعدد من التكتلات الاقتصادية الكبرى.
ويأتي هذا المشروع في سياق الدينامية المتسارعة التي يعرفها المغرب في مجال التحول الطاقي، حيث تسعى المملكة إلى رفع مساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني إلى أكثر من 52% بحلول 2030، مع الانفتاح على الصناعات المرتبطة بالاقتصاد الأخضر، مثل الهيدروجين الأخضر والبطاريات والسيارات الكهربائية.
يُنتظر أن يشكل هذا المشروع لبنة جديدة في مسار بناء منظومة صناعية وطنية خاصة ببطاريات السيارات الكهربائية، بالتوازي مع تطور قطاع صناعة السيارات في المغرب، والذي أصبح يحتل المرتبة الأولى إفريقياً من حيث التصدير.
وتعزز هذه الشراكة مع “تيان تسو للمواد” مكانة المملكة كفاعل محوري في سلاسل القيمة العالمية للطاقة النظيفة، في ظل التحول المتسارع نحو السيارات الكهربائية عالمياً، والطلب المتزايد على مكوّنات البطاريات.
ومن المرتقب أن يخلق المشروع المئات من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، كما سيفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين والمهندسين المغاربة في مجالات الكيمياء الكهربائية والتصنيع المتقدم، مما يعزز نقل التكنولوجيا وبناء قدرات محلية في قطاع استراتيجي للمستقبل.