خطر داهم يقترب من أوروبا: الإعلام الإيطالي يدق ناقوس الخطر حول تورط البوليساريو في شبكات الإرهاب بالساحل
خطر داهم يقترب من أوروبا: الإعلام الإيطالي يدق ناقوس الخطر حول تورط البوليساريو في شبكات الإرهاب بالساحل

الدار/ خاص
في تحقيق صحفي، سلطت صحيفة إيطالية الضوء على التهديدات الأمنية المتزايدة القادمة من منطقة الساحل الإفريقي، محذرة من تحول هذه المنطقة إلى “ملاذ جهادي خارج عن السيطرة” على مرمى حجر من الحدود الأوروبية. وأكد المقال في صحيفة NICOLAPORRO الإيطالية نقلاً عن تقارير استخباراتية إسبانية، أن مقاتلين متشددين من مخيمات تندوف التي يسيطر عليها “البوليساريو”، التحقوا بصفوف تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”داعش – ولاية غرب إفريقيا”، بل وتبوأ بعضهم مراكز قيادية في هذه التنظيمات.
التحقيق أشار إلى خطورة برنامج “سفراء السلام” في إيطاليا، الشبيه ببرنامج “عطل في سلام” الإسباني، والذي استغل في السابق من طرف البوليساريو والجزائر لأغراض أيديولوجية. وأكدت الصحيفة أن بعض المستفيدين السابقين من هذه البرامج، الذين تربّوا داخل أسر إسبانية ويجيدون لغتها وثقافتها، أصبحوا اليوم عناصر ناشطة في التنظيمات الإرهابية، ما يجعلهم قادرين على التحرك والتجنيد داخل أوروبا بفعالية مثيرة للقلق.
المعطيات التي أوردها التقرير تُظهر أن مخيمات تندوف، التي تُدار خارج رقابة الأمم المتحدة، أصبحت أرضاً خصبة للتجنيد والتطرف، في ظل أوضاع معيشية مزرية وإحباط عام. ويذكر التقرير شخصيات إرهابية بارزة خرجت من هذه المخيمات، مثل عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم تنظيم داعش في منطقة الساحل، إلى جانب آخرين تورطوا في مخططات إرهابية داخل أوروبا.
وتزامناً مع تصاعد الهجمات في الساحل، ووسط انسحاب القوات الدولية، حذر التقرير من وجود نوايا جهادية للسيطرة على العواصم الإقليمية وتكرار سيناريوهات شبيهة بما حدث في دمشق وكابول، وهو ما يجعل من الساحل برميل بارود قابل للانفجار في وجه أوروبا.
الصحيفة دعت الأجهزة الأمنية الإيطالية إلى مضاعفة يقظتها وتعزيز تعاونها مع شركاء موثوقين، في مقدمتهم المغرب، الذي راكم خبرة استخباراتية ودبلوماسية ميدانية واسعة في منطقة الساحل. وأكدت أن الرباط، بفضل حضورها القوي في دول المنطقة، تشكل حليفاً استراتيجياً لا غنى عنه في مواجهة هذا التهديد العابر للحدود.
في خلاصة صادمة، خلص المقال إلى أن “البوليساريو” لم يعد مجرد حركة انفصالية محلية، بل أصبح اليوم جزءاً لا يتجزأ من محور دولي يعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي وتهديد الأمن الأوروبي، عبر علاقات مريبة مع جماعات جهادية ومخططات توسعية تمتد من الساحل إلى أوروبا.