أخبار الدارسلايدر

الدورة السابعة لـ Industry Meeting Days: نحو مناطق صناعية مستدامة في صلب الأولويات الوطنية

أحمد البوحساني

احتضنت مدينة الدار البيضاء فعاليات الدورة السابعة من تظاهرة Industry Meeting Days، بحضور وازن لعدد من الفاعلين في المجالين الصناعي والمؤسساتي، بالإضافة إلى شخصيات دبلوماسية مرموقة. هذا الحدث المرجعي، الذي تنظمه مجلة “صناعة المغرب”، افتُتح بكلمات قوية ألقاها كل من السيد هشام الرحيوي الإدريسي، مؤسس المجلة ومدير الملتقى، والسيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة.

و في كلمته الافتتاحية، شدد هشام الرحيوي الإدريسي على أن اختيار موضوع “المناطق الصناعية المستدامة” يُجسد إرادة وطنية جماعية لجعل هذه المناطق رافعة حقيقية للتنمية الترابية ولتعزيز اندماج المغرب في سلاسل القيمة العالمية.

وحضر هذه الدورة شخصيات بارزة، من بينها وزير الصناعة والتجارة، ورئيس جهة الدار البيضاء-سطات السيد عبد اللطيف معزوز، إلى جانب عدد من السفراء ورؤساء الفيدراليات المهنية. وأوضح الرحيوي أن هذا المحور الاستراتيجي يمثل امتدادًا لدورة طنجة السابقة التي ركّزت على موضوع السيادة الصناعية.

وأضاف قائلًا: “اختيارنا لهذا الموضوع ليس وليد الصدفة، بل يعكس التزامًا حقيقيًا ببناء أقاليم إنتاجية متوازنة، مسؤولة بيئيًا، ومندمجة ضمن الاقتصاد العالمي.”

كما أبرز أهمية البرنامج العلمي للدورة، الذي أتاح للفاعلين الميدانيين — من ممولين ومصممين ومطورين ومديرين — فرصة عرض تجاربهم ومقارباتهم بشأن الجيل الجديد من المناطق الصناعية.

وأكد على التحديات الكبرى التي تواجه هذا الورش الوطني، ومن ضمنها: العقار الصناعي، الربط اللوجستي، الانتقال الطاقي، تأهيل الكفاءات، والتنافسية الترابية.

وفي ختام كلمته، أعلن عن تنظيم حفل Industry Meeting Awards لتكريم المشاريع الصناعية الأكثر ابتكارًا واستدامة على الصعيد الإفريقي، كما قدّم الشعار الجديد للمجلة: “الأفضل في اقتصاد Made in Morocco”.

وتوجّه بالشكر لكافة الشركاء، مشددًا على أهمية التكامل بين القطاعين العام والخاص، والمجتمع الترابي، من أجل إحداث نقلة نوعية في الصناعة الوطنية.

من جانبه، ألقى السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، كلمة مباشرة وواضحة دعا فيها إلى تعبئة جماعية حول الطاقة، باعتبارها الركيزة الأساسية لإقلاع الصناعة الوطنية.

وفي ظل التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية والبيئية المتسارعة، أكد الوزير أن المغرب يمتلك القدرة على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية، قائلاً: ” ننظر إلى الصعوبات كفرص، ونعمل على تحويلها إلى إنجازات.”

كما ركز على ثلاثة أعمدة رئيسية لمستقبل الصناعة المغربية:

1. الرؤية الملكية الاستراتيجية، التي تضمن توازن النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي؛

2. الشباب المغربي، باعتباره القوة الدافعة القادرة على المنافسة عالميًا؛

3. الولوج إلى طاقة متجددة، وفيرة ومنخفضة التكلفة، والتي وصفها بـ”المفتاح الحقيقي للتنافسية الصناعية”.

وقال الوزير في لهجة حازمة: ” توقفوا عن الحديث عن التمويل، التكوين، والعقار… وتحدثوا إليّ عن الطاقة، الطاقة، الطاقة!” . ودعا إلى ضرورة مضاعفة أو حتى تثليث البنية التحتية لنقل الكهرباء لمواكبة النمو الصناعي، مؤكداً أن: ” هذا هو التحدي الوحيد الذي يمكن أن يعرقل تقدمنا، إن لم نُعالجه بالجدية والسرعة اللازمتين.”

استعرض الوزير مزور أيضًا الإنجازات البارزة التي حققها القطاع الصناعي المغربي، من بينها بلوغ إنتاج السيارات مليون وحدة سنويًا، وانطلاق تصنيع المواد الفعالة للبطاريات الكهربائية، كما توقع مضاعفة رقم معاملات صناعة السيارات ثلاث مرات، والصناعة الجوية أربع مرات في أفق 2030.

واختتم قائلاً: “نحن أمام تحول جوهري في صناعتنا… لكن التقدم لن يستمر ما لم نحرر قدراتنا في مجال الطاقة النظيفة بشكل كلي.”

و جسدت الدورة السابعة من Industry Meeting Days روحًا جماعية ورؤية عملية لتوجيه الصناعة المغربية نحو مرحلة جديدة قوامها الاستدامة، التكامل، والانفتاح على المستقبل.

وقد أكّد هذا الحدث على أهمية التحالف بين الدولة، الفاعلين الاقتصاديين، والجماعات الترابية، من أجل بناء منظومة صناعية خضراء، متجددة، وتنافسية عالميًا.

زر الذهاب إلى الأعلى