سكان غزة يرفعون العلم المغربي في حركة شكرٍ وطنية بعد وصول مساعدات جوية ملكية مغربية

الدار/ زكريا الجابري
في مشهد إنساني مؤثر، شهدت مناطق داخل قطاع غزة، ومن أبرزها مخيم جباليا، رفع علم المملكة المغربية من قبل السكان الفلسطينيين كعلامة امتنان وتقدير للدور المغربي، بعد وصول دفعة مساعدات عبر جسر جوي إنساني نظمه المغرب.
وتشير الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة إلى أجواء من التضامن الشعبي الصادق، حيث رُفِع العلم المغربي وسط هتافات تشيد بالمملكة وشعبها.
المغرب، وبأمر سامٍ من الملك محمد السادس، أطلق عملية إنسانية ضخمة تشمل إرسال نحو 180 طنًا من المواد الغذائية، الحليب مخصّص للأطفال، الأدوية، والمستلزمات الطبية. وقد بلغت الدفعات الفعلية في مراحل أولى نحو 37 طنًا انطلقت من قاعدة القنيطرة الجوية، تلتها دفعات أخرى وصلت إلى 60 طنًا على متن أربع طائرات عسكرية وصلت إلى معبر كرم أبو سالم نحو غزة مباشرة    .
سبق ذلك وصول دفعة ثالثة تضمنت شحنات غذائية وطبية لتتمثل المرحلة الثانية من الجسر الجوي. وتؤكد المصادر على أن هذه العملية تنفذ بتعليمات ملكية تهدف إلى تقديم الدعم العاجل لسكان القطاع المحاصرين في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
التعليقات الرسمية من الجانب الفلسطيني عزّزت من قيمة المبادرة، حيث أكد أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن المبادرة تجسّد “قلوب امتنان لا تنضب” لمغاربة المملكة وملكهم، فيما وصف الشيخ عمر الكيسواني، مدير المسجد الأقصى، هذا الدعم بأنه “عمل إنساني نبيل يخفف عن شعب غزة معاناته الكبيرة”.
هذه الخطوات تأتي فيما تشهد غزة أسوأ مراحل وضعها الإنساني، حيث ارتفعت وفيات الجوع إلى نحو 175 شخصًا بينهم 93 طفلًا حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية. وبينما العالم يستيقظ على صور مروعة لمظلومين يتزاحمون حول إسقاطات جوية من طائرات، يبرز المغاربة بدعمٍ مباشر وفاعل لكسر الحصار وتقديم غذاء ودواء للمدنيين المتعطّشين للإنسانية .
المملكة المغربية بهذه المبادرة تؤكد أن التضامن مع القضية الفلسطينية ليس شعارًا، بل هو موقف ملكي ورسمي وشعبي متجذر، يعكس روح الأخوة العربية والإسلامية. وساهمت البنية التنظيمية، بما فيها وكالة “بيت مال القدس الأشرف”، في ضمان أن تصل المساعدات سريعًا وعبر مسارٍ معتمد لتصل مباشرة إلى المستحقين دون تأخير  .
يظل رفع علم المغرب في غزة رمزًا للتقدير الذي يكبر مع كل طائرة تقل مواد إنسانية، فالموقف المغربي اليوم يجسد عمق الروابط التاريخية بين الشعبين، وإنسانية الملك والإخلاص الشعبي الذي لا حدود له.