الدار/ سارة الوكيلي
تحولت عملية بيع تذاكر المباراة الأولى فوق أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في حلته الجديدة بالرباط إلى حدث استثنائي، إذ سرعان ما كشفت الأرقام عن إقبال جماهيري غير مسبوق، حمل في طياته أكثر من مجرد اقتناء لمقاعد مباراة، بل تعبيراً صريحاً عن ثقة جماعية في المشروع الرياضي الوطني ورهاناته المستقبلية.
فبعد أقل من ثلاث ساعات من فتح باب البيع، سُجل بيع 49 ألف تذكرة دفعة واحدة، قبل أن يرتفع العدد إلى 69 ألف تذكرة فقط بعد مرور أربع ساعات، في وقت تجاوزت فيه الطلبات قيد الانتظار عتبة 60 ألفاً، ما يعكس تعطش الجماهير المغربية للعودة إلى المدرجات وحرصها على دعم منتخبها الوطني بكل قوة.
هذا التفاعل الكاسح لم يكن مجرد حماسة آنية، بل أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجمهور المغربي يصوت بالإجماع على نجاح تحدي بناء ملعب بمعايير عالمية وبخبرات مغربية خالصة، في وقت يستعد فيه المغرب لخوض تحديات تنظيمية كبرى على رأسها كأس أمم إفريقيا المقبلة، ثم الاستحقاقات العالمية المنتظرة، وعلى رأسها كأس العالم 2030.
وبينما حاولت أصوات مشككة التقليل من قيمة المشروع، جاءت هذه الأرقام لتفند كل الادعاءات، ولتبرز أن السياسات العمومية في مجال تحديث البنية التحتية الرياضية تحظى بدعم واسع من المواطنين، الذين حولوا شراء التذاكر إلى رسالة واضحة المعاني: المغرب قادر على رفع سقف طموحه الرياضي، وجماهيره مستعدة لتكون في الموعد، داخل الملاعب كما في كل المحطات الدولية القادمة.
