الجزائر تلهث وراء “سو‑57” الروسية.. صفقة وهمية لتبييض الأموال لفائدة شنقريحة ومن معه
الجزائر تلهث وراء “سو‑57” الروسية.. صفقة وهمية لتبييض الأموال لفائدة شنقريحة ومن معه

الدار/ سارة الوكيلي
أعلنت الجزائر عن نيتها اقتناء المقاتلة الروسية المتقدمة سو‑57E، في صفقة تبدو أكثر رمزية من كونها استراتيجية، وكأن الهدف منها تلميع صورة النظام العسكري أكثر من تعزيز القوة الجوية الحقيقية للبلاد. فبينما يروج الجنرالات لهذه الصفقة على أنها إنجاز تاريخي، الحقيقة تكشف عن حجم محدود للإنتاج الروسي لهذه الطائرات، حيث لم تسلَّم سوى وحدات قليلة، أغلبها لا يزال في مراحل التجريب أو الصيانة، ما يجعل قدرة الجزائر على استخدامها فعليًا محل شك كبير.
تكلف الصفقة المرتقبة ملايين الدولارات، ويشير مراقبون إلى أن قيمتها قد تصل إلى نحو 2 مليار دولار مقابل عدد طائرات محدود، في استعراض مبالغ فيه للنفوذ العسكري على الورق أكثر من أي فائدة عملية. وبجانب ذلك، حرص النظام على الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لتجنب العقوبات المحتملة بموجب قانون CAATSA، ما يوضح ازدواجية السياسة العسكرية الجزائرية واعتمادها على حماية خارجية لضمان استمرار تبذير الأموال.
الصفقة ليست إلا مثالًا صارخًا على منهج الجنرالات في تحويل الميزانيات الضخمة إلى مشاريع وهمية لتبييض الأموال، مستغلين الحاجة الأمنية للشعب كواجهة لإخفاء مصالحهم الخاصة. وبينما يعاني الجيش الجزائري من نقص صيانة وتجهيزات فعلية، يظل التركيز على استعراضات إعلامية وصفقات فاخرة لا تخدم سوى تعزيز نفوذ شبكة الجنرالات المالية والسياسية على حساب المواطنين.
تبقى صفقة سو‑57E ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من التبذير العسكري الذي يعكس فسادًا ممنهجًا داخل القيادة الجزائرية، ويطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستثمارات المبالغ فيها، وما إذا كانت القوة الجوية للجزائر ستستفيد فعليًا أم ستظل مجرد واجهة لإخفاء المصالح الشخصية للجنرالات.