إعلان تيانجين.. منظمة شنغهاي للتعاون تعتمد رؤية مشتركة لمستقبل أكثر استقرارًا

الدار/ مريم حفياني
أعلنت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، اليوم الاثنين، تبني “إعلان تيانجين” خلال اجتماع مجلس قادة المنظمة، الذي انعقد في أجواء إقليمية ودولية شديدة التعقيد. الوثيقة الختامية عكست توافقًا واسعًا بين الأعضاء على تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة، والدفع نحو بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وعدالة.
وجاء في الإعلان أن دول المنظمة ترفض السياسات القائمة على التكتلات والمواجهات، مؤكدة أن مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم اللجوء إلى القوة، تمثل أساسًا راسخًا للتنمية المستدامة في العلاقات الدولية.
كما أدان القادة بشكل حازم الأعمال التي أدت إلى سقوط ضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدين أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لإرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته، وجهت المنظمة إدانة صريحة للضربات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية على إيران، واعتبرت أنها تهدد الأمن الإقليمي وتزيد من حدة التوترات.
وتطرق الإعلان إلى مخاطر الإرهاب بجميع أشكاله، حيث جدد الأعضاء التزامهم بالتصدي المشترك للإرهاب والانفصالية والتطرف، إلى جانب التحذير من التداعيات السلبية لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي بشكل أحادي الجانب من قبل بعض الدول، لما يشكله ذلك من تهديد للأمن العالمي.
ومن أبرز ما جاء في الوثيقة أيضًا، إقرار استراتيجية تطوير منظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2035، والتي تحدد أولويات التعاون في مختلف المجالات، مع دعوة صريحة إلى إبقاء الفضاء الخارجي خاليًا من أي نوع من الأسلحة، وصون الذاكرة التاريخية للشعوب ودروس الحرب العالمية الثانية باعتبارها إرثًا إنسانيًا مشتركًا.
وباعتماد “إعلان تيانجين”، تكون منظمة شنغهاي للتعاون قد رسمت ملامح توجهها المستقبلي في التعامل مع القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية، مؤكدة تمسكها بالعمل الجماعي في مواجهة التحديات العالمية وصياغة نظام دولي أكثر إنصافًا وتوازنًا.