أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

الطيار: تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا خطوة لحماية موريتانيا من مخاطر الإرهاب والانفصال

الطيار: تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا خطوة لحماية موريتانيا من مخاطر الإرهاب والانفصال

أحمد البوحساني

اعتبر الباحث في القضايا الأمنية والاستراتيجية، الدكتور محمد الطيار، أن تصنيف جبهة البوليساريو تنظيما إرهابيا أصبح ضرورة استراتيجية لحماية موريتانيا ودول المنطقة من التهديدات المتنامية للإرهاب والجريمة المنظمة والانفصال.

وأوضح الطيار أن منطقة الساحل والصحراء تشهد حالة من الهشاشة الأمنية بفعل تداخل التهديدات الإرهابية وشبكات التهريب والجريمة المنظمة، وهو ما يجعل البوليساريو أحد أخطر الفاعلين المسلحين العابرين للحدود. وأضاف أن تحركات عناصرها في بيئة جيوسياسية هشة “تفرض إعادة تقييم موقعها وتصنيفها كتنظيم إرهابي، لما لذلك من أهمية في تقليص خطرها على الأمن الإقليمي”.

وكشف الباحث أن تقارير استخباراتية دولية تؤكد تورط عناصر من البوليساريو في تقديم دعم لوجستي لجماعات إرهابية مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، و”نصرة الإسلام والمسلمين”، و”داعش في الصحراء الكبرى”. هذا الدعم ــ يضيف الطيار ــ يشمل تهريب الأسلحة، وتسهيل عبور المقاتلين، وتأمين مسارات تهريب المخدرات نحو أوروبا، ما يجعل موريتانيا من أكثر الدول عرضة لمخاطر هذا التداخل.

وأكد الباحث المختص في القضايا الأمنية والاستراتيجية، أن موريتانيا تواجه تحديا استراتيجيا بحكم موقعها الجغرافي، حيث توجد على تماس مباشر مع مناطق نشاط البوليساريو، وهو ما يجعل حدودها الشمالية والشرقية منفذا لتسلل الأسلحة والمجموعات المسلحة. كما شدد على أن أنشطة التهريب التي تمارسها الجبهة (المخدرات، البشر، الوقود) تقوض جهود الدولة الموريتانية في ضبط أمنها، وتوفر للجبهة موارد مالية كبيرة لتوسيع عملياتها.

وأشار ذات المتحدث إلى أن الجزائر تلعب دورا أساسيا في دعم البوليساريو عسكريا وماليا واستخباراتيا، بهدف استعمالها كورقة ضغط في نزاع الصحراء المغربية وكأداة تأثير على موازين القوى بالمنطقة. لكنه حذر من أن هذا الدعم يهدد بتحويل الأراضي الموريتانية إلى ساحة صراع بالوكالة، ويقوض أي إمكانية لبناء أمن جماعي في المنطقة.

ولفت الطيار إلى أن بعض عناصر البوليساريو تحاول استغلال هشاشة التنمية وضعف الدولة في شمال موريتانيا لتغذية نزعات انفصالية، وهو ما يشكل خطرا وجوديا على وحدة البلاد. وأضاف أن أي نجاح لمشروع من هذا النوع سيؤدي إلى تفكك البنية الأمنية الهشة ويفتح الباب أمام انتشار الجماعات الإرهابية والمهربين.

وأكد الباحث أن إدراج البوليساريو على لوائح الإرهاب سيسمح بملاحقة قادتها قضائيا، وتشديد الرقابة على مصادر تمويلها، وفرض عقوبات دولية تحدّ من قدرتها على الحركة والتجنيد. كما سيعزز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول المنطقة، ويضع حدا لمحاولات الجزائر توظيف الجبهة كأداة جيوسياسية لزعزعة الاستقرار.

وختم الباحث المختص في القضايا الأمنية والاستراتيجية بالقول: “إن مواجهة هذا التهديد تتطلب من موريتانيا اعتماد مقاربة شمولية تقوم على ثلاثة محاور:

1. تعزيز التعاون الأمني مع المغرب ودول الساحل.
2. تطوير القدرات الدفاعية والاستخباراتية في المناطق الحدودية.
3. تنسيق التحرك الدبلوماسي لدفع المجتمع الدولي إلى تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا”.

وأضاف أن هذه المقاربة هي السبيل الأمثل “لتحصين موريتانيا من مخاطر الإرهاب والانفصال، وضمان استقرارها ووحدتها الترابية في مواجهة التهديدات الإقليمية”.

زر الذهاب إلى الأعلى