أخبار الدارسلايدر

من الترويج إلى الإساءة.. معطيات مغلوطة وفيديوهات مثيرة للجدل: من استقدم هؤلاء المؤثرين؟

من الترويج إلى الإساءة.. معطيات مغلوطة وفيديوهات مثيرة للجدل: من استقدم هؤلاء المؤثرين؟

 

الدار/ أحمد البوحساني

جرى استقدام عدد من صناع المحتوى أو ما يُعرف بـ”المؤثرين”، من أجل الترويج للملاعب المغربية التي شُيّدت أو خضعت للإصلاح استعدادًا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025.

هذه الخطوة، التي تم تنفيذها في غياب أي تفسير رسمي، طرحت أسئلة عديدة حول الجهة التي تقف وراءها، خصوصًا وأنها رافقتها حملة إقصاء ممنهج للصحافة الرياضية المغربية المتخصصة، التي مُنعت من مواكبة الأشغال وتغطية تقدم الأشغال في الملاعب.

من أبرز علامات الاستفهام، هو انتقاء أسماء مثيرة للجدل من بين هؤلاء المؤثرين، بعضهم سبق أن هاجم المغرب علنًا ونشر خرائط مبتورة للوحدة الترابية على حساباته الخاصة. إضافة إلى ذلك، فإن أغلبهم لا يتوفرون على تكوين أكاديمي أو معرفة ثقافية تؤهلهم للحديث عن تاريخ حافل للمملكة المغربية الشريفة يمتد لأكثر من 12 قرن، فضلًا عن محدودية إلمامهم بالمعطيات الدقيقة حول الملاعب والمدن المغربية التي ستحتض الحدث القاري.

وقد انعكس هذا الضعف في سلسلة من الأخطاء الفادحة، أبرزها ما ارتكبه المؤثر محمد عدنان، المتخصص في كرة القدم، حينما نشر مقطع يتحدث فيه عن ملعب مولاي الحسن بالرباط، في حين أن الفيديو يخص ملعب البريد. وهو ما يثير تساؤلًا مشروعًا: هل قُدمت لهؤلاء معلومات دقيقة، أم تُركوا يجتهدون على حساب صورة المغرب؟

الجدل تضاعف بعد تداول مقاطع فيديو على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت أحد المؤثرين الأفارقة وهو يكسر كرسيًا بملعب طنجة في مشهد اعتُبر إساءة غير مفهومة. فيما اختار آخر تصوير مقطع داخل فضاء لا تزال به أشغال قائمة بملعب طنجة، وهو الفيديو الذي استغلته بعض الجهات المعادية للمغرب للتشكيك في جاهزية الملاعب.

هذا الجدل المتصاعد أفرز سلسلة من التساؤلات الجوهرية:

من هي الجهة التي استقدمت هؤلاء المؤثرين؟
من تكفل بإقامتهم في فنادق فاخرة وتوفير وسائل النقل وتذاكر السفر بين مدن المملكة؟
لماذا تم تهميش الصحافيين المغاربة، أصحاب الاختصاص والخبرة في المجال الرياضي؟
ما الميزانية المرصودة لهذه العملية؟
كيف تم اختيار هذه الأسماء المثيرة للجدل؟

ويبقى السؤال الأهم: ما موقف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بقيادة فوزي لقجع، من هذه المبادرة التي أُعطيت لمؤثرين أجانب بدل الاعتماد على الإعلام الوطني؟ وهل تخدم هذه الخطوة فعلًا صورة المغرب، أم أنها أساءت للترويج بدل أن تعزز إشعاعه القاري والدولي؟

زر الذهاب إلى الأعلى