أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

الداخلة.. هل تصبح بوابة المغرب إلى الفضاء؟

الداخلة.. هل تصبح بوابة المغرب إلى الفضاء؟

الدار/ إيمان العلوي

يطفو على السطح نقاش جريء حول مستقبل المغرب وإمكانية أن تتحول الداخلة إلى منصة فضائية تضاهي كبريات القواعد العالمية. فهذه المدينة الواقعة عند خط عرض 23.7 شمالاً تتميز بموقع قريب من قاعدة كاب كانافيرال الأمريكية الشهيرة التي تنطلق منها معظم الرحلات الفضائية، وهو ما يمنحها أفضلية استراتيجية نادرة. أما المناخ الصحراوي، بسمائه الصافية على امتداد 320 يوماً في السنة، فيجعل من المنطقة فضاءً مثالياً لتنظيم عمليات إطلاق آمنة ومنتظمة، خصوصاً أن الكثافة السكانية ضعيفة في الصحراء والمحيط الأطلسي مفتوح أمام مسارات الصواريخ.

المشاريع الكبرى الجارية في الجنوب، وعلى رأسها ميناء الداخلة الأطلسي، تضيف بُعداً عملياً لهذه الرؤية، إذ تتيح بنية تحتية متطورة قادرة على استيعاب مركز لوجستي فضائي متكامل، مدعوم بطاقة شمسية وريحية تجعل من المنطقة خزّاناً نظيفاً ومستداماً. ومع دخول شركات خاصة مثل “سبيس إكس” و“بلو أوريجين” و“روكيت لاب” في صناعة الفضاء، باتت الحاجة ماسة إلى مواقع جديدة للإطلاق، وهو ما يعزز موقع الداخلة كخيار استراتيجي محتمل. فصاروخ “فالكون 9” من “سبيس إكس” تجاوز 300 عملية إطلاق ناجحة، و“بلو أوريجين” تراهن على مشروع “نيو شيبارد” للرحلات السياحية شبه المدارية، في قطاع بلغت قيمته مليار دولار عام 2023، مع توقعات بأن يقفز إلى 20 مليار دولار بحلول 2033.

المغرب ليس غريباً عن هذا العالم، فقد راكم خبرة متقدمة عبر إطلاق أقمار صناعية متطورة مثل “محمد السادس-أ” و“محمد السادس-ب”، ما يمنحه قاعدة علمية وتقنية يمكن البناء عليها لخطوات أكبر. الحديث عن “وكالة فضاء مغربية” لم يعد مجرد رفاهية أو حلم، بل فكرة ممكنة في ظل الطموحات الكبرى للمملكة ومكانتها المتنامية في إفريقيا. وإذا كان المستقبل القريب سيشهد سباقاً محتدماً على استغلال الفضاء في البحث العلمي والاتصالات والسياحة، فإن المغرب قد يجد في الداخلة بوابته الكبرى نحو هذه الصناعة، ليعزز موقعه كجسر بين القارات وكفاعل جديد في صناعة المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى